رئيس الوزراء إبراهيم محلب أصبح على باب بيتك.. ديليفرى.. من غير أن تطلبه.. كل يوم فى محافظة.. يركب الميكروباص.. يقابلك فى سوق الخضار.. فى سليمان جوهر أو فيصل.. لا يعرف المحافظون أين يكون غداً؟.. حتى الآن زار عدة محافظات.. يفاجئ الأحياء.. يفاجئ المصانع.. قرارات المحلة كانت الأقوى.. لكن لم نسمع عن نقل رئيس حى، أو إيقاف مدير مستشفى أو مصلحة حكومية!

لا نريد لفت نظر المحافظين فى المكاتب المغلقة.. نريد أن نرى على الهواء: ماذا قرر رئيس الوزراء؟.. من الجائز أن قراره قد يتأخر يوماً أو يومين.. من الجائز أنها جولات، بناء على معلومات خاصة.. من الجائز أنها تقييم على الطبيعة قبل حركة المحافظين.. أعرف أن رئيس الوزراء تحرك فى حدود ضيقة، عند التشكيل الوزارى، فهل يأخذ فرصته فى حركة المحافظين؟.. هل هى سر جولاته المفاجئة؟!

أغلب الظن أنها تستكشف متاعب المحافظات.. بالتأكيد تعرّف أكثر على حجم المخالفات الرهيبة.. بعضها خلف مبنى المحافظة للأسف.. السبب أن المحافظين لا يتحركون.. يعتقدون أن جولات المهندس محلب من باب «الغربال الجديد له شدة».. هؤلاء لا يعرفون رجل «المقاولون العرب».. لا يعرفون أنه رجل ميدان، لا رجل مكاتب.. سيتعب المحافظون فى وجوده.. من لا يستطيع الاستمرار فعليه الاستقالة!

حين قلت إن عليه أن يفتح باب الأمل كنت أعنى ذلك.. حين قلت نحتاج حكومة مقاتلين كنت أعنى ذلك.. اكتشفت أنه وضع نصب عينيه الأمرين.. الأمل وروح القتال.. الناس تحتاج إلى بصيص أمل.. ولا عجب حين انحنى مواطن يقبل يديه.. يقول له: «مصر أمانة فى عنقك».. ما علينا من تقبيل اليد.. علينا أن نعى أن الرجل لم يطلب شيئاً لنفسه.. لكنه استشعر أن رئيس الوزراء يشقى من أجل الوطن!

ليس صحيحاً أن المواطنين لا يعذرون الحكومة.. الأصل عندهم أن تتحرك.. أن تكون محل ثقة.. الشعب يستطيع أن يتحمل ويصبر.. هذه حقيقة بشرط أن تكون هناك مساع جديدة لانتشال الوطن.. وأظن أن وزراء الخدمات قد تحركوا بالتزامن مع محلب.. لم يصاحبوه ولكن زاروا مناطق أخرى.. هذه هى روح الثورة.. هذه هى الخدمة العامة.. كم كنا نحتاج إلى حكومة فواعلية، لا حكومة مكاتب مكيفة!

الجولات الميدانية كشفت مدى حاجة الناس إلى وجود مسؤول.. ليس شرطاً أن يكون رئيس الوزراء.. بالمناسبة التأمين الصحى الذى زاره رئيس الحكومة فى الشارع المواجه لمكتب محافظ الجيزة.. العمارة التى زارها فى فيصل على بعد خطوات من المحافظ نفسه.. الملفات ممكن إنجازها.. ليس بالكلام فقط، ولا الزيارات وحدها.. سوف نقع فى المطب إذا كان الهدف هو خداع الناس بزيارات مفاجئة!

زهقنا من الكلام عن الجماعة الإرهابية.. زهقنا من الكلام فى السياسة.. قرفنا من محاكمات نظام مبارك ونظام مرسى.. فماذا بعد؟.. الناس تريد لقمة عيش كريمة.. لا تستهينوا بالكلام عن العيش.. كان العيش أول كلمة فى شعار الثورة.. فهل ينجح «محلب» فى اختبار العيش والحرية والكرامة الإنسانية(؟!)


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية