لا شك أنك قد شعرت بالاستغراب والدهشة حين قرأت أن أسامة مرسى، ابن الرئيس المعزول، قد قرر السفر إلى ماليزيا، قبل ساعات من محاكمة أبيه.. دعك من أسباب المنع.. لا تتوقف أمامها كثيراً.. شغلنى قرار السفر أكثر من قرار المنع.. قرار المنع مفهوم.. سواء كان من جهة سيادية، أو من أى جهة.. كيف يسافر ابن ويترك أباه فى هذه المحنة؟.. ربما راح يؤدى مهمة إخوانية!

التفسير الوحيد لقرار السفر هو أنه ذهب بتعليمات.. لا تصدق أن إخوانياً يفعل شيئاً من رأسه.. هم يشبهون التروس داخل الآلة.. اندهشت أن أجهزة الأمن تتصرف بهذه الأريحية.. تصورت أن أسامة وغيره فى السجون.. تصورت أن أسرة المعزول تحت الإقامة الجبرية.. لا شىء من ذلك حدث.. ربما تكون «أم أحمد» تدير الأزمة مع زوجتى المرشد والشاطر.. لا أحد تعرض لهن بأى أذى!

هناك ملابسات كثيرة وراء منعه من السفر.. هناك أكثر من رواية، وهناك أكثر من علامة استفهام.. يبقى السفر نفسه هو اللغز.. أولاً حين نتحدث عن الهدف من السفر، يقال إنه ذهب فى مهمة دراسية.. حين تسأل نفسك: هل يعقل أن يسافر ابن المعزول، فى هذا التوقيت بالذات؟.. ألا تنتظر الدراسة يوماً، أو يومين، أو أسبوعاً؟.. ما هى المهمة التى قام لإنجازها؟.. هل كان يتأكد أنه غير ممنوع؟!

دون أن أشعر استرجعت قصة سيدنا نوح.. قال نبى الله لابنه عندما جاء الطوفان: يا بنى اركب معنا، قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج، فكان من المغرقين.. القصة بطريقة أخرى، أبناء المعزول عندما جاء الطوفان يهربون.. يتركون أباهم.. لا ينتظرون حتى يطمئنوا عليه.. كأن هذا الولد وغيره يقولون: يا أبت اهرب معنا!

ما يدريك أنه لا يريد أن يسافر ولا يحزنون؟.. ربما قام بعملية استطلاعية استكشافية.. يحاول معرفة ما إذا كان ممنوعاً هو وأسرته أم لا؟.. هذا الولد قال يوماً إنه تلقى عرضاً بـ80 ألف دولار شهرياً؟.. يعنى خبرة نادرة.. لا أعرف ما هو تخصصه؟.. ربما كانت رشاوى للأب الرئيس نفسه.. الآن يسافر بجواز سفر قديم.. لا دبلوماسى ولا غيره.. لا يدخل من صالة كبار الزوار.. لا يودعه أحد!

الأجهزة السيادية تتصرف بثقة شديدة مع عائلات الإخوان.. تتركهم بلا قيد.. لا تضعهم تحت الإقامة الجبرية.. لا تقيد حركتهم.. فى الوقت المناسب تمد يدها تلتقطهم.. تصور أسامة أفندى أنه وصل إلى المطار.. دقائق يكون خارج مصر.. ينسى أنه ممكن أن ينزل من على الطائرة، أو تعود به طائرة أخرى.. كأن الأجهزة تضعهم تحت الملاحظة.. تراقب تصرفاتهم واتصالاتهم.. تجعلهم طعماً للحيتان!

منع ابن المعزول من السفر ليس لغزاً.. اللغز هو رغبته فى السفر، قبل محاكمة أبيه بساعات.. رأيتم عندما سافر قيادات الإخوان قبل 30 يونيو بساعات.. ربما ليدبروا المكائد، ويديروا التنظيم الدولى.. ابن المعزول يهرب أيضاً.. السؤال: لماذا إلى ماليزيا؟.. هل نادى: يا أبتِ اهرب معنا؟!

 
 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية