من العناوين التى اهتمت بها وكالات الأنباء عنوان يقول إن «مرسى» لا يعترف بأى محاكمة.. هذا الخبر بثته وكالة الأنباء الفرنسية.. لا أعرف كيف استقت هذا الخبر؟.. ما هو مصدرها الأصلى؟.. هل هو استنتاج أم خبر؟.. كيف توصلت إلى رأى مرسى بينما لا تعرف مكانه؟.. هل هو تصريح يمثل اتجاهاً لدى «تحالف دعم الملوخية»؟.. هل يفيد ذلك فى تحركات التنظيم الدولى فى الخارج؟!

ما أعرفه أن وكالة الأنباء الفرنسية اعتمدت على بيان من تحالف يُدعى «دعم الملوخية».. لم ترجع إلى «مرسى» نفسه فى أى شىء.. لا تستطيع الرجوع إليه.. «مرسى» لا حول له ولا قوة.. لم يختر الحكم، ولم يختر رأيه فى المحاكمة.. كما كان مكتب الإرشاد يحكم نيابة عنه، تحالف «دعم الملوخية» يفتى نيابة عنه أيضاً.. مرسى بدا مسيّراً لا مخيّراً.. كل من هب ودب يتكلم عنه، إلا هو!

المثير للانتباه أن التحالف إياه يؤكد أن مرسى «لن يوكل أى محام، مصرى أو أجنبى، للدفاع عنه».. من قال هذا؟.. «مرسى» على الأقل صاحب الشأن لم يقل.. مفترض أنه كان رئيس الجمهورية حتى شهور مضت.. تسأل: لماذا لا يوكل عنه أى محام؟.. يتطوع التحالف «بتاع الملوخية» فيقول: لأنه «لا يعترف بهذه المحاكمة أو أى دعوى أو إجراء صادر عن سلطة الانقلاب».. قُضى الأمر!

ليس أمام «مرسى» إلا أن يردد كببغاء هذه الخزعبلات.. لم يكن يوماً فاعلاً.. طوال الوقت مفعول به.. يسمع ويطيع ويكتب ما يُملى عليه.. لازم يحفظه عن ظهر قلب.. لا أعترف بأى محاكمة، لأنها صادرة عن سلطة الانقلاب.. هذا هو من كان يجلس على كرسى الرئاسة.. ليس بيده أن يفعل غير ذلك.. لو حكم بغير ما أرادوا لقتلوه.. سيحضر محامون ليس للدفاع عنه، ولكن لمتابعة الإجراءات فقط!

أتذكر محاكمة صدام حسين.. جاء يوم المحاكمة، وقف فى قفص الاتهام، يرفض إجراءات محاكمته، بحجة أنها صادرة عن سلطة الاحتلال.. استمعت إليه هيئة المحكمة.. لم تمنعه من الكلام.. استمرت فى الإجراءات.. قام يدافع عن نفسه.. انتهت المحكمة إلى إعدامه شنقاً.. بصرف النظر عن اختلاف الموقفين، سيقول «مرسى» ما يشاء طبقاً للتعليمات والإملاءات.. ستمضى المحكمة فى محاكمته(!)

السؤال: لماذا لم يرفض «مبارك» إجراءات محاكمته؟.. لماذا استسلم للأحداث؟.. لماذا لم يطعن بأنها صادرة عن سلطة انقلاب؟.. لماذا أصر على المضى فى إجراءات محاكمته، ولم يطلب العفو؟.. لماذا لم يقل بأنه الرئيس الشرعى؟.. ألم يكن منتخباً أطاحت به ثورة؟.. الفرق أن «مبارك» عرف أنها ثورة شعبية فاستسلم، وتنحى عن السلطة.. «مرسى» تصور أنه منتخب أبد الدهر، يفعل ما يشاء!

كلها أيام، ونكون أمام فيلم للتنظيم الدولى.. ربما ينافس «تحالف دعم الملوخية» أفلام السبكى.. إنه الفرق بين محاكمتين لرئيسين.. رئيس خلعته ثورة فاستعد للمحاكمة بأقوى دفاع، و«أراجوز» يعيدنا إلى مسرح العرائس.. لا أنحاز لأحد.. مرسى أهان المنصب.. تركه لغيره يدير من وراء ستار كما يدير محاكمته الآن!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية