غريب أمر هؤلاء الذين يملأون الدنيا صراخا وعويلا فى الصحف والفضائيات على غياب الديمقراطية فى بلادنا ، وانتهاكها على أيدى المجلس العسكرى . قبل اجراء انتخابات مجلس الشعب الأخيرة شككوا فى امكانية اجرائها بشكل ديمقراطى نزيه ، وحذروا من تدخل المجلس العسكرى ومحاولته تزييف ارادة الناخبين لتمكين فلول النظام البائد من تحقيق الفوز بهذه الانتخابات . تمت الانتخابات بشكل ديمقراطى رائع ونزيه شارك فيها الشعب المصرى بكل فئاته بشكل لم يسبق له مثيل أثار اعجاب جميع المراقبين . أسفرت ارادة الناخبين عن تفوق ساحق للأحزاب الاسلامية ، وحصولها على غالبية المقاعد فى البرلمان الجديد . تكرر مرة أخرى سيناريو الصراخ والعويل على شاشات الفضائيات ، محذرين - هذه المرة - من سيطرة الاسلاميين على مجلس الشعب وانفرادهم باصدار التشريعات والقوانين ذات الصبغة الاسلامية فى اتجاه الدولة الدينية ، وتداعيات ذلك على المجتمع المصرى . هؤلاء المتباكون نسوا أن اول مبادىء الديمقراطية أن تحترم رأى الأغلبية ، وأن تدعم هذا الرأى حتى لو كان مخالفا لرأيك . نعلم جميعا أن الاخوان المسلمين خاضوا كفاحا طويلا عبر عشرات السنين اكتسبوا خلالها خبرات تراكمية كبيرة ، وصقلتهم تجارب السنين ومعاناة المعتقلات والسجون تعلموا من أخطائهم ووصلوا الى مرحلة النضج الكامل التى تتيح لهم ادارة شئون البلاد نحو دولة مدنية حديثة على أسس اسلامية لاتتعارض مع الشرائع الأخرى ولا تصطدم بها. والحقيقة المؤكدة ردا على كل المتشككين والمتشائمين والمتربصين ، أن الاخوان المسلمين ليسوا ملالى ايران ولا طالبان أفغانستان ، ويستحيل أن يكونوا ذلك فى يوم ما . وتبقى كلمة لابد منها.. كاتب هذا المقال لاينتمى الى أى حزب أو جماعة اسلامية أو غيرها ، كما أنه بدون لحية .


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية