تأخرت كثيرا فى الكتابة ليس خوفا ، فلم يعد لدى ما اخاف عليه الا مصر، وهذا يكفى ولكن بسبب شتات العقل لما يحدث فى بر المحروسة ، ووسط الحرائق- المدبرة سلفا- والتى تحاول التهامها تقف مصر فى وجه كل المخططات الداخلية وما يتردد انها خارجية ، وما بين الداخل والخارج امور ليست مفقودة كما يتصور البعض او يصورها اخرون . ....

وسط دخان الحرائق اقف اتدثر ببعض من تبقى لدى من عقل فلقد اختل كل شيئ كل شيئ الصور ملتبسة والكل يتهم الاخر بحرق البلد ويلقى بالمسئولية على "الحوواشى" ويستعيد خلطة "كنتاكى" وسط كرات اللهب المحشوة حقدا وكرها لتدمر تاريخ مصر. منذ شهور انطلق شعار "انتبه يا مصرى الثورة ترجع للخلف " على خلفية احداث كثيرة مرت لتعكر صفو النيل وتختطف الثورة بداية من ماسبيرو مرورا بمحمد محمود وارجو انت تنتهى عند حاجز القصر العينى لان ما حدث من الحرائق يكفى!!

 ان الاحداث التى وقعت فى شارع القصر العينى بداية من "فتنة الحوواشى " ليلة الخميس مرورا بتصاعد الاحداث يوم الجمعة 16ديسمبر الجارى وتطورها بازمة دخول " كرة المعتصمين" الذين كان يتسلون باللعب بجورا مجلس الوزراء ودخلت الكرة " التى لا تملك صوت ولا حتى حصانة مجلس الشعب بلا استئذان !!

 وسارع احد المعتصمين ويدعى "عبودى ابراهيم السيد احمد" لاعادة الكرة فطلب منه الامن ان يدخل ليأخذها بنفسه ويبدو انهم كانوا يقصدون ان يأخذ "العلقة" وليس الكرة، وخرج وهو يشبه الى حد كبير " خالد سعيد" وهذا مما اتضح من الصور لوجهه الذى ضاعت ملامحه. وتحولت الاحداث سريعا من تحاليل فتنة الحوواشى الى اشاعة وفاة عبودى وتهديدات الالتراس سواء اهلاوى او زملكاوى للاخذ بثأره ليتحول الشارع الى ساحة قتال وكر وفر ،لتتضارب التصريحات.

وتوالت فيما بعد انسحابات المجلس الاستشارى والتصريحات كمواقف وبطولات من ورق من مكاتبهم ، بينما السنة النيران المتوحشة تلتهم تاريخ مصر لينهار المجمع العلمى ويسارع عدد من مخلصي هذا الوطن وسط النيران لانقاذ ما يمكن انقاذه "وحكومة الانقاذ الوطنى " تحاول "لملمة "موقفها لتخرج على لسان رئيسها الدكتور الجنزوى لتقول ان ما حدث انقضاض على الثورة وهناك طرف خارجى لا يريد الخير لمصر واقول له" نورت المحكمة" .....

طيب يا سعادة رئيس الحكومة ويا جلالة مجلسنا العسكرى الموقر اتعلمنا ورأينا وهتفنا اثناء وبعد الثورة "الجيش والشعب ايد واحدة" والكل يعرف الفرق بين الجيش والمجلس العسكرى وانا -والله العظيم اتسأل بسذاجة وبراءة - اتسأل ومعى السواد الاعظم من الغلابة المقهورين ما تفسير مجلسنا وحكومتنا لما حدث فى - المنطقة الخضراء- مجمع اهم المصالح من حكومة ومجالس نيابية ووزارات سواء الاحداث الاخيرة فى القصر العينى الذى يعتبر من اشد المناطق من حيث الاجراءات الامنية وبالطبع لا ننسى وزارة الداخلية... او ما سبقها الشهر الماضى فى شارع محمد محمود و ماسبيرو فى اكتوبر الماضى؟!! ...

بطبعى لا احب نظرية المؤامرة ،ولكن وللاسف تطل برأسها كالافعى وسط تلك الاحداث ولا اعرف لماذا قفزت من الذاكرة " المتآمرة" صور المختل العقلى الذى كان يستخدمه نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ليدارى به صراع رجال البيزنس داخل الحكومة فهنا يتم القبض على مختل يهاجم كنيسة واخر يهاجم محلات الذهب . ووسط هذا السواد ضحكت ضحكة مريرة لانى تذكرت فيلم " مقلب حرامية" والكل يعرفه!! ...

.ويبدو ان المختل العقلى "المبارك" لديه قدرة تنكرية لما يتمتع به من دهاء سياسي ايضا فتحول بعد الثورة الى اللهو الخفى وهو الذى يشيع فسادا وفتنا فى البلاد ،ووسط العباد الذين ينشدون الحرية والديمقراطية" واللى موش مصدق يرجع للطوابير حتى بتاعة البوتوجاز" ... يا رب هو المختل واللهو الخفى واضف اليهم البلطجية اكبر من قدرة الحكومة والمجلس العسكرى على حماية الشعب وممتلكاته ، واذا سلمنا بالقوة الخارقة لكل هؤلاء فلماذا لا يعترف المخطئون بعدم القدرة على تحمل المسئولية واين المصارحة والمكاشفة فى كل ما يحدث ولماذا الاتهامات المتبادلة بالفبركة والمشهد والشارع خير دليل.

ما حدث مؤخرا يكشف عن اهتزاز هيبة من يتحملون حكم الفترة الانتقالية كما يثبت حالة التخبط والانقسام فى اتخاذ القرارات وصدور البيانات سواء داخل الحكومة او المجلس العسكرى ، وهو ما انسحب على حالة الشارع العادى .

وسريعا............. **لماذا ترك المجمع العلمى حتى تأتى النيران بالكامل على معظم محتوياته؟ *** من الذى سمح باعتلاء اسطح" المنطقة الخضراء"؟ ****الذين يسحلون ويحرقون ويستحلون الاعراض ويطلقون نيران اسلحتهم ويرتدون زيهم الرسمى الذى يعاقب قانونهم اى مدنى يرتديه ان لم يكونوا من الجيش فمن اين اتوا ؟ ** اذا كان لدى المجلس العسكرى اى ادلة على خونة هذا الوطن فليعلنها ويكشف عن المخططات الخارجية ؟ ** الامر الاخر المفروض لدى القائمين على العبور من المرحلة الانتقالية لديهم خطة لحماية مصر داخليا وخارجيا الا ان الواقع غير ذلك ويحضرنى قول الشاعر نزار قبانى " "لم يدخل اليهود من حدودنا لكن تسربلوا كالنمل من عيوبنا" ويبدوا انها فى مصر كثيرة جداا جداااا؟! **** اين ائتلاف انقذوا اختنا " كاميليا شحاته" مما حدث لبناتنا وامهاتنا فى ساحة القصر العينى؟ ***اين منظمات حقوق الانسان واحداها اعلنت انها توصلت للمحرض الرئيسى من خلال رصد الاحداث والتحقيقات مع بعض المتورطين بان " فِل كبير" وراء اشعال الازمة الرأى العام يريد الاجابة؟

 اذا كان كما يشاع ويقال بان شهر العسل بين المجلس والاخوان قد انتهى بنتائج غير متوقعة للتيار العائد من غيابة جب النظام البائد وان المجلس يرفض تسليم البلد "ولو "على جثة الديمقراطية " وهذا تفسير كثير من الناس لما حدث من الحرائق التى طالت المجالس النيابية كحجة لاعادة الامور لنقطة الصفر وعدم تمكين الاخوان من السلطة" فما ذنب مصر وسط صراع العضلات على السلطة اليست تلك امانة فى عنق الذين اقسموا بعدم خيانتها؟ واخيرا.......... حين يتصدع الجسر وتتوه الثقة وتضيع المصداقية بين الثوار وحماة الثورة ويحرق الوطن ويدمر تاريخه وتسرق اثاره فلينتبه الجميع لان الثورة ترجع للخلف.

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية