حزنت لأن رئيس الوزراء لم يلب دعوة الثوار بالتواجد معهم في التحريرفي "جمعة الانقاذ"،وتمنيت أن يكون هناك،أو يرسل من ينوب عنه ،كان الأمر سيختلف كثيرا، فالكرسي الذي يجلس عليه لم يستقر تحته بعد،ومن رفعه علي الكرسي يستحق أن تلبي مطالبه،لا أعرف سبب عدم حضوره،لكن أرجوا ألا يكون الانشغال في العمل،فهذا لن يكون مبررا له،فالبلدتحتاج إلي مزيد من الهدوء والاستقرار،وهذا سيحققه فقط تواجده في الشارع وسط الجماهير لتشعر الجماهير أن ممثلهم مازال يشاطرهم الحلم والمطالب،وهذا مهم جدا في الوقت الحالي، ربما لم تصله الدعوة .. ربما .. ولكن أريد أن أذكره أن ما أنجزه حتي الآن قليل جدا فكل شيئ يتحرك ببطئ مريب،لقد صرح منذ أيام أنه لا مكان في المستقبل لأي من ذيول النظام البائدأو من يعادي الثورة،ولكن الذيول موجودة وأعداء الثورة ينعمون بالهدوء،وكأنهم يحتاجون لميكرسكوب ليكتشفهم ، رغم أنهم ملء السمع والبصر .

نخرج من شرف ونذهب الي الاخوان الذين باعوا القضية فجأة وبشكل غير مبرر.. وللحق لم أتعجب من انسحابهم  وعدم مشاركتهم فهذه عادتهم، يعرفون من أين تؤكل الكتف، فهم الآن يجلسون في الصفوف الأمامية بعد أن كانوا قابعين في بئر الظلام... لكنهم أخطأوا خطأًُ فادحا لأنهم اختاروا الانسحاب.

لكن هل من حقهم الانسحاب في هذا التوقيت الحرج من عمر الثورة التي تفرغ من مضمونها؟،بعد تآمر الجميع عليها، انشغلت كل فئة بجمع الغنائم وتناسوا أن وقت الحصاد لم يئن بعد.

 هل من حقهم أن يبحثوا عن مصلحتهم الخاصة دون النظرإلي مصلحة الأمة؟ أتصور أن الاجابة بالتأكيد لا!!، فذكاء قيادات الاخوان أكبر من أن يضحوا بما حققوه خلال الايام الماضية من عمر الثورة، فقد حصلوا في أيام علي أكثر مما حلموا به منذ تأسيس الجماعة علي يد الشهيد الراحل العظيم حسن البنا.

 كان يجب عليهم التواجد،كان يجب عليهم المشاركة، فمصلحتهم مازالت في الشارع وليست عند الحكومة أو المجلس العسكري، فمن الشارع عادوا للنور وعلا صوتهم،وأصبح من المستحيل أن ينتزع أحد منهم مكاسبهم، فلماذا انسحبوا، هل يمكن أن يكونوا قد وقعوا في نفس الفخ الذي وقعت فيه الأحزاب إياها التي تتواجد علي الساحة لمجرد التمثيل المشرف ويخطبون في الناس ، فتتصور أن الأرض تهتز تحت أقدامهم وعندما تلوح لهم الحكومة يهرولوا اليها، .. إن كان هذا فقد أخطأوا.

لكن خطأؤهم هذه المرة يصعب تداركه ، فالالتفاف علي مطالب الجماهير للحصول علي مكاسب شخصية خطأ كان يجب الا يقعوا فيه ، فهنا فقط سيفقدون شرعيتهم ، وستتأكد مشاعر البعض بأنهم يلعبون علي كل الحبال،كان عليهم أن يدركوا أن الوضع اختلف بعد 25 يناير، والناس اختلفت أيضا بعد 25 يناير، ولن يكون هنا مكان إلا لمن يستمد شرعيته من الشارع ويدافع عن حقوقه ومطالبه ، لن يكون هناك مكان لمن يعمل لمصلحته فهذا ما أسقط النظام البائد وما سيسقط كل من يحاول الالتفاف علي مطالب الشعب وثورته .

لكن يبق السؤال .. أليس هدف كل من يمارس السياسة مصلحة الناس ؟ أليس سبيل كل من يريد الارتقاء، الانضمام الي صفوفهم والعمل علي تلبية مطالبهم؟ ألا يعرف الاخوان هذا؟

لماذا انسحبوا إذا من المعركة ؟هل لأنهم يجلسون الآن في الصف الأول بعد أن كانوا غير معترف بهم، هل لأنهم يتحدثون ويتحركون بعد أن كانو مكبلين، هل شعروا بأنهم وصلوا لما أرادوا.. أري أنهم لم يحققون شيئا بعد ، فما هو قادم أصعب بمراحل مما مضي، انسحابهم كان اخيارهم ،لكن عليهم أن يدركوا أن الثورة هي من حررتهم ومنحتهم الشرعية، ووحدها القادرة علي انتزاعها منهم ، فلا الحكومة الحالية ولا المجلس العسكري يملك ما يمكن أن يعطيه لهم ، وحده الشعب يملك ويجب أن يدركوا هذا قبل فوات الآوان حتي لانفقدهم كما فقدنا الأحزاب اياها!!!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية