ولكن تغير الوضع اليوم وأصبح كل مواطن على يقين بأن صوته أصبح له قيمة، وأنه عندما يذهب إلى صناديق الاقتراع ليكون "نعم" أو "لا"، سوف يساهم في بناء بلدة ويمارس حقه السياسي دون وصاية أو املاءات من أحد.

والحق أنه على الرغم من أنني أحمل بطاقة انتخابية منذ عهد ما قبل مبارك، إلا أنني لم أستخدمها إلا مرة واحدة، فلم أذهب إلى صناديق الاقتراع عبر الثلاثين عاما الأخيرة إلا عام 2007م، لكي أقول "لا" لتعديلات الدستور، التي كانت تهندس وتنظم لتوريث الحكم في مصر من الأب إلى الابن، جزاهما الله عما فعلا في هذا الشعب كل ما يستحقانه من جزاء.

وإنني أكن كل الشكر والاحترام والتقدير لكل من ذهب إلى صناديق الاقتراع ليقول "نعم" أو "لا"، فالكل قام بدوره الوطني، وان اختلفت الآراء والاتجاهات حول البداية الأفضل لمصر في هذه المرحلة، هل نقبل التعديلات، لكي ندخل مباشرة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية؟، أم نبدأ بوضع دستور جديد يؤسس لنظام جديد لا علاقة له بالماضي ودساتيره المرقعة.

وبعد ظهور نتيجة الاستفتاء، الذي رجح كفة من قالوا "نعم" للتعديلات، فإننا لا نستطيع أن نسفه أحدا، أو نزايد على وطنية من رفضوا التعديلات، فالجميع.. من قبلوا ومن رفضوا، كان يبغون الخير لمصر وشعبها، وان اختلفت المذاهب والاتجاهات والآراء.

ولكن ما أود التأكيد عليه هنا أننا قد دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة لا تزييف فيها ولا تزوير، ويجب أن نحتكم في كل انتخابات واستفتاءات إلى صناديق الاقتراع، طالما أن هناك إشراف قضائي كامل، وعلى الشعب أن يختار ما يشاء ومن يشاء دون وصاية من أحد.

وعلى هؤلاء الذين مازالوا يفرضون الوصاية على الشعب المصري، أن يكفوا عن هذا الإفك الذي كان يمارسه النظام الماضي، فقد عشنا عصورا وفترات سوداء كان النظام فيها يفرض وصايته على الشعب، فيزور ويزيف الإرادة في الاستفتاءات والانتخابات، ويمارس كل جرائمه تحت هذه الوصاية.

أما اليوم فقد استرد شعب 25 يناير إرادته وحريته المسلوبة، ووصل إلى قدر من النضوج السياسي، ظهر واضحا في الاستفتاء على التعديلات، ولم يعد في حاجة إلى وصاية من أحد.

ولا معنى اليوم لأن يخوفنا البعض من جماعة أو تيار بعينه، أو من فلول الحزب الوطني، طالما أننا سوف نحتكم إلى صناديق انتخابات نزيهة، تحت إشراف قضائي كامل.. وعلى الشعب أن يختار من يحكمه ومن يمثله من نواب، وأن يقول كلمته بكل حرية دون ضغوط أو املاءات من أحد.

ولا معنى أيضا لأن يزعم البعض أن تيار أو جماعة أو حزب بعينه جاهز ومستعد للانتخابات البرلمانية، وأنهم غير مستعدون، فهذا زعم يدينهم ولا يدين غيرهم.. فأين كان هؤلاء خلال السنوات الماضية؟، أليس لهم رصيد لدى الجماهير كما لغيرهم؟، أليس هؤلاء من دخلوا انتخابات الشعب الأخيرة في عهد مبارك بكل قوتهم، وكانوا يطالبون بانتخابات نزيهة لكي يكتسحوا دوائرهم؟.. ها نحن قد دخلنا عهدا جديد لا تزوير فيه، فهاتوا برهانكم، وأرونا ماذا ستفعلون في عهد النزاهة والشفافية، أرونا رصيدكم الحقيقي لدى الجماهير، ولا تتعللوا بأن غيركم مستعد وأنتم غير مستعدين.. فقد اقتربت ساعة الحسم، وسوف يحتكم الجميع إلى صناديق الانتخاب، لكي يعلم كل منكم رصيده في قلوب وعقول المصريين. 

 a_abozied@hotmail.com

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية