والفارق هنا كبير حين يهبط بن علي أرض جدة.. فقد نقلت الفضائيات اتجاه زين العابدين بن علي الرئيس التونسي، إلي دولة خليجية.. قيل إنها إحدي ثلاث دول هي قطر و الإمارات والسعودية.. وفوجئنا عند الفجر بأن الديوان الملكي السعودي، حسم الأمر ببيان يذكر فيه أن الرجل مرحب به.. كيف هذا والرجل سمعته سيئة وسوداء، لدرجة أن الفرنسيين رفضوا استقباله، وعلاقة القوم بتونس أقوي منا ومعرفتهم بها أوسع.. ومع ذلك لم يرغبوا في استضافته، واستقباله؟! وبلا شك سيكون له تبعات سيئة جدا علي سياسة بلدنا الخارجية، بعد فشلنا المتتابع في السعي لاستقرار لبنان، وضعف صوتنا بين الخليجيين، واعتداء مليشيات الحوثيين علينا، وهناك تجاهل العراق وفشل المصالحة الفلسطينية، كل هذه الجولات ليست بحاجة لأن يضاف إليها، رعاية المستبدين والمجرمين العرب!

ويشرح "القايدي" حيثيات رفضه فيقول: استضافة الرجل ستدخلنا في مشكلة نحن في غني عنها.. ولن ترجع علينا بشيء.. وقد نحمل كل وزر الرجل علي ظهورنا، في عيون الشعوب العربية، فالرجل عندما نزل لم ينزل بأهله و حقائبه فقط.. بل سينزل معه كل تاريخه الأسود.. ومدينة جدة في غني عن تاريخ ملئ بالفساد يلحق بها، فيكفيها ما فيها من مفسدين..  الأمر هنا ليس كما هو بالنسبة للرئيس الباكستاني.. نواز شريف لم يحارب الإسلام صراحة.. ولم يقتل الناس ويسرقهم في وضح النهار، والانقلاب عليه حصل من طرف سياسي، وهنا سيكون خصمنا طرفاً سياسياً في باكستان يذهب ويجيء.. لكن هذا المجرم أسقطه الملايين من البشر، وهم من سيكون خصماً لنا، وأضف إليهم باقي العرب.. الذين يهتمون لواقع تونس أكثر من باكستان، والرجل لا فائدة ترجي منه.. فمن أسقطه حزب أو تجمع سياسي قد يعود.. لكن من أسقطه الشعب تصعب عودته، و لا حتي جثة في نعش.. لا هي شهامة ولا مروءة.. ولا علاقة لها بالتقاليد العربية المعروفة.. فلا لوجود طاغية تونس بالسعودية!

انتهت الرسالة التي وصلتني علي إيميلي الخاص.. وهي تسير في الاتجاه نفسه الذي ذهبت إليه.. خاصة أن قرار السعودية، باستضافة بن علي لا يلقي تأييدًا شعبيًا عربيا.. كما أنه يتحدي إرادة شعب تونس.. فضلاً عن كونه صدمة مدوية.. فلو كان في السعودية وخلعوه ماشي.. أما أن يأتيها مخلوعاً مطروداً فتأويه.. فهذه قضية أخري


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية