تفجرت ثورة وخرج لأول مرة حاكم من قصره مهرولا للنجاة بنفسه ، تنازل عن ملكه بعد أن فجر الكبت بركان أيقن أنه لن يصمد أمامه ، تلاشت قوته وجبروته فجأة ، بعد أن تمرد المساجين علي سجانهم ، فاستحال عليه قتلهم ، أتصور أنه لو وجد من يؤازره من أعوانه لامتلأت شوارع تونس بالجثث ، التي لا تساوي هروبه ، أوحتي احساسه بالضيق والأرق من صراخهم  ، لكنها أيضا ارادة الله ، الذي قذف الرعب في قلب حلفائه وأعوانه من الشياطين ، فتخلي عنه الجميع حتي لا يلوثهم ، أويطولهم ما طاله .

فمؤكد أن الأيام القادمة ستكشف أن هذا الطاغية استشار كل حلفائه  قبل أن يقدم علي الرحيل ، ومؤكد أيضا أن قتل العشرة ملايين تونسي لا يعني لفرنسا أو أمريكا أو غيرهما شيئا ، فهم ما زالوا يعملون القتل في اخوتنا في العراق وفلسطين وغيرهما من البلدان العربية والإسلامية دون أن يطرف لهم جفن ، فما الفرق بين عرب العراق وعرب تونس  كلهم عرب وكلهم يستحقون القتل ، فلماذا تخلوا عن عميلهم ؟ .

لن أصدق ما قاله أوباما عن إرادة الشعب وحقه في اختيار من يحكمه ، فهذا ليس منهجهم ، لن أصدق ما قاله ساركوزي عن حق الشعب التونسي في الحرية واختيار من يحكمه  لن أصدق خوفه من غضب الجاليات العربية والتونسية علي فرنسا ، فلو قتل بن علي مليون تونسي سيتهم هو بقتلهم وليس فرنسا ، اذا هي ارادة الله الذي قذف الرعب في قلوبهم  ليحيي قلوب يئست من الأمل في التغيير وماتت علي الهوان .

رحم الله بوعزيزي وتجاوز عن سيئاته ومنها قتل نفسه ، فلولاه لمتنا قبل أن نشاهد سقوط طاغية من طغاتنا ، ومبروك للأخوة التونسيين حصولهم علي حرية استحقوها

 

 

 

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية