يحتفل المسلمون حول العالم بيوم المولد النبوي والذي يوافق 12 ربيع الأول هجريًا، في بعض الأماكن يكون الاحتفال من خلال تجمع المسلمين وإقامة حلقات دينية للذكر
 
ويعتبر البعض الآخر شراء الحلوى و "عروسة وحصان المولد" من أساسيات الاحتفال سنويا، ويسعد الأطفال بشراء الحلوى والحصان حتى الكبار ينتظرونها كل عام.
 
قصة العروسة والحصان:
 
ويرجع تاريخ تناول الحلوى وشراء العروسة والحصان لحكم الفاطميين، ويقول الباحث التاريخي محمد توفيق لـ «صدى البلد» : "يعود الاحتفال بالمولد النبوي وشراء العروسة والحصان إلى العصر الفاطمي، وهذا الأمر له أكثر من رواية؛ الأولى وهي أن الحاكم بأمر الله كان يخرج إلى الشوارع العامة للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة مع زوجته، في موكب ضخم من حاشيته، فكان يسير هو ممتطي حصانا وتجلس بجواره زوجته وكان ترتدي ثوب أبيض، ومن هنا جاء الاحتفال بالحصان والعروسة رمزًا لهمها وتخليدًا لاسميهما".
 
وأضاف توفيق : "أما الرواية الثانية تعود أيضًا إلى العصر الفاطمي ولكن لسبب مختلف، يقال أن تصنيع العروسة تعود إلى العصر الفاطمي بسبب تشجيع الحكام على إقامة الزفاف في يوم المولد النبوي أو الأيام التي تسبقه، وجاء تشكيل العروسة لترمز لهذه العادة وهذا ما يفسر تصنيعها بألوان مبهجة وزينة ملفتة، وكان أهل العروس يبدعون في تصممها تيمنًا باقتراب الزفاف السعيد".
 
أما الحصان فيرمز للرجال الفرسان بشكل عام فكانوا يحققون البطولات من خلال امتطاء الحروب في الحروب والمناوشات.
 
تطور صناعة حلوى المولد 
 
كانت تصنع هذه الحلوى قديمًا من البطاطا وعسل النحل والدقيق، وتصب في قوالب خشبية، أما الألوان كانوا يستخدمونها من نباتات طبيعية مثل "التوت الكركديه والعرقسوس والكركم"، أما الآن فيتم إضافة بعض المشروبات والألوان الصناعية أثناء تصنيعها، وتباع إما بالقطعة أو بالكيلو.
 
وتطورت أشكال الحصان والعروسة عبر العصور، فبعدما كانت العروسة والحصان مجرد أشكال قابلة للأكل، أصبحت العروسة زينة غير قابلة للأكل، فيما يصنع الحصان القابل للأكل الآن في بعض المناطق الشعبية وأماكن إقامة الموالد. 
 
الاستعمار والمولد النبوي 
 
أوضح المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية علي مصر، اهتمام نابليون بونابرت بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة 1213ه 1798م، وأرسل مبلغ قدره 300 ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري نقيب الأشراف في مصر لإقامة الاحتفالات اللازمة، وسارت المواكب في الشوارع ودقوا الطبول الضخمة وأشعلوا القناديل في الشوارع طوال الليل. 
 
ووصف أحد الرحالة الإنجليز وهو "مارك جرش" احتفالات المولد النبوي الذي عاصرها أثناء تواجده في مصربأنها رائعة، ولفت نظره تصنيع العرائس وقال فيها : "عروس متألقة الألوان توضع في صفوف متراصة وترتدي ثيابا شفافا كأنها عروس حقيقية".


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية