مجاهد السيد يكتب:انها ارادة الله ومبروك لشعب تونس الحرية التي استحقها
أخيرا خرج من بين الموتي من تنبض الدماء في عروقه ، من كان يحلم مجرد حلم أن يكون من بين العرب من لايزال ينبض قلبه بالحياة ؟، الكل بدا بين ميت .. أوميت ، لكن الله أراد غير ذلك ، أراد أن ينبض الأمل في العروق التي جفت ، لم يخطط أحد ، لم يتآمر أحد ، وحده الله أراد ، فانتحار شاب لعدم توفر فرصة عمل مؤكد لا يفجر ثورة ، فالملايين من الكسالي العرب والنشطاء – حتي لا يغضب أحد – الملايين عاطلون ويموتون علي الأرصفة يوميا من الجوع ، ولم نسمع عن ثورة ، لم ينظر لهم حتي العابرون بجوارهم ، فالكل مشغول بهمومه لا مجال للمشاركة لاوقت للانفعال ، فمعاناته لا تحتمل مشاركته في معاناة أحد ، يكفيه ما هو عليه ، حكوماتنا الكسولة المزيفة الغير شرعية أوصلتنا إلي هذا الطريق المسدود الذي تصورنا أن مجرد عبوره أقرب للمستحيل ، لكن الله أراد أن نري بأعيننا كم نحن مخطئون ومقصرون فكان ما كان في تونس .
تفجرت ثورة وخرج لأول مرة حاكم من قصره مهرولا للنجاة بنفسه ، تنازل عن ملكه بعد أن فجر الكبت بركان أيقن أنه لن يصمد أمامه ، تلاشت قوته وجبروته فجأة ، بعد أن تمرد المساجين علي سجانهم ، فاستحال عليه قتلهم ، أتصور أنه لو وجد من يؤازره من أعوانه لامتلأت شوارع تونس بالجثث ، التي لا تساوي هروبه ، أوحتي احساسه بالضيق والأرق من صراخهم ، لكنها أيضا ارادة الله ، الذي قذف الرعب في قلب حلفائه وأعوانه من الشياطين ، فتخلي عنه الجميع حتي لا يلوثهم ، أويطولهم ما طاله .
فمؤكد أن الأيام القادمة ستكشف أن هذا الطاغية استشار كل حلفائه قبل أن يقدم علي الرحيل ، ومؤكد أيضا أن قتل العشرة ملايين تونسي لا يعني لفرنسا أو أمريكا أو غيرهما شيئا ، فهم ما زالوا يعملون القتل في اخوتنا في العراق وفلسطين وغيرهما من البلدان العربية والإسلامية دون أن يطرف لهم جفن ، فما الفرق بين عرب العراق وعرب تونس كلهم عرب وكلهم يستحقون القتل ، فلماذا تخلوا عن عميلهم ؟ .
لن أصدق ما قاله أوباما عن إرادة الشعب وحقه في اختيار من يحكمه ، فهذا ليس منهجهم ، لن أصدق ما قاله ساركوزي عن حق الشعب التونسي في الحرية واختيار من يحكمه لن أصدق خوفه من غضب الجاليات العربية والتونسية علي فرنسا ، فلو قتل بن علي مليون تونسي سيتهم هو بقتلهم وليس فرنسا ، اذا هي ارادة الله الذي قذف الرعب في قلوبهم ليحيي قلوب يئست من الأمل في التغيير وماتت علي الهوان .
رحم الله بوعزيزي وتجاوز عن سيئاته ومنها قتل نفسه ، فلولاه لمتنا قبل أن نشاهد سقوط طاغية من طغاتنا ، ومبروك للأخوة التونسيين حصولهم علي حرية استحقوها
التعليقات