وصفت جماعة "الإخوان المسلمين" قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتفويض وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بالترشح للانتخابات الرئاسية، بأنه يؤكد أن ما شهدته مصر في الثالث من يوليو الماضي، هو "انقلاب عسكري متكامل الأركان."

وقالت الجماعة، التي أعلنتها الحكومة المصرية "تنظيماً إرهابياً"، في بيان لها الثلاثاء، إن "المجلس العسكري (وظيفته الأساسية هي الحماية وليس الحكم) يفوض رئيسه، قائد الانقلاب، للترشح للرئاسة، ليهيمن العسكر على الحياة السياسية في مصر."

وتساءل البيان: "هل تفيق القوى المدنية وتزيل الغشاوة عن عيونها ، وتتصدى لهذا الانقلاب، أم تستمر سائرة في ركابه؟.. وهل تحتاج القوى الخارجية، التي كانت تدَّعي الجهل بطبيعة ما حدث، دليلاً أوضح من هذا على أنه انقلاب عسكري، وتتوافق مع مبادئها في عدم دعمِ الانقلابات العسكرية؟"

وتطرق بيان جماعة الإخوان إلى قرار الرئيس "المؤقت"، عدلي منصور، بترقية السيسي إلى رتبة "مشير"، وهي أعلى رتبة عسكرية في الجيش المصري، بالقول إنها جاءت "غداة مجزرة بشعة، تمت في الذكرى الثالثة لثورة يناير، ارتقى فيها أكثر من مائة شهيد، ومئات المصابين، وأكثر من ألف معتقل."

كما وصفت الجماعة قرار منصور بترقية السيسي بقولها: "وكأنه يكافئه على قتل المصريين السلميين في هذا اليوم، وبعد سلسلة طويلة من المجازر ضد المصريين، لأن تاريخه العسكري يخلو من خوض أي معركة ضد أعداء الوطن الحقيقيين."

وأضاف البيان: "ولمن لا يعلم جيداً من هذا القاتل، فهو الذي أقسم على احترام النظام والدستور، وخان القسم، وهو الذي أقسم أنه لا يريد الحكم ولن يترشح للرئاسة، في حين كان يخبر صحفيا بأنه يحلم بذلك منذ عشرات السنين، ويطلب تحصينَ نفسه في الدستور، ليعود إلى منصب وزير الدفاع، إذا فشل في انتخابات الرئاسة."

وتابعت الجماعة هجومها على السيسي بقولها: "وهو الذي زعم أنه شديد الحنوّ على المصريين، الذين هم نور عينيه، وأن يده تقطع قبل أن تمتد لمصري بسوء، ثم قام بقتل وحرق الآلاف، وإلقاء جثث بعضهم في القمامة، وإصابة واعتقال عشرات الآلاف، لإثارة الرعب في النفوس، ليصل إلى كرسي الحكم دون اعتراض."

وأضافت في بيانها: "وهو المسؤول عن تدمير كل أهداف ثورة 25 يناير 2011 ، فلم يوفر عيشاً، بل أوصل البلاد إلى حالة مؤسفة من التسول، بل أعلن أنه سيلغي الدعم عن الفقراء، وصادر الحريات وأغلق الصحف والفضائيات، واكتظت المعتقلات بالحرائر والشرفاء، أما الكرامة الإنسانية فلا محل لها في دولة القمع والقهر، حتى من يؤيدونه لا كرامة لهم، وإنما هي تبعية ذليلة."

كما اتهم البيان السيسي، الذي وصفه بـ"القاتل"، بأنه "هو المسؤول عن تمزيق النسيج المجتمعي، والانحياز لفريق سياسي ضد فريق آخر"، وأضاف متسائلاً: "فبعد كل ما فعل، هل يمكن الثقة في مجرد وطنيته وإخلاصه للشعب، أم أنه يقود البلاد إلى الخراب والدمار؟"

وتابعت جماعة الإخوان بالقول "إن الرجل الذي تعتبره إسرائيل بطلاً قومياً للصهاينة، لا يمكن أن يقود مصر إلى العزة والقوة والحرية.. إن السعي الحثيث إلى كرسي الرئاسة، واللهفة عليه، سببه الأساسي: محاولة القفز على الحقيقة الواقعة الراسخة، وهي أن في مصر رئيساً شرعياً مدنياً منتخباً."

واختتمت بيانها بالقول: "ولكن ليعلموا أن الشعب لن يقبل أن يحكمه سفاح خائن غادر مخادع، أو تتحكم فيه مجموعة من المغامرين الانقلابيين الدمويين، وسيظل في ثورته الطاهرة، حتى يخلع الانقلاب من جذوره، مهما كانت التضحيات ."

وينظر كثير من المصريين إلى السيسي باعتباره "بطل قومي"، بعدما قام بـ"عزل" الرئيس السابق، محمد مرسي، القيادي بجماعة الإخوان، في الثالث من يوليو الماضي، على خلفية احتجاجات شعبية حاشدة نادت برحيله، في الذكرى الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية