أسامة و دموعه.
أمي ماتت أنا كمان يا أسامة.
أسامة أنت الوحيد الذي أبكيتني أمس منذ عام لأني مثلك فقدت اﻷب و اﻷم و أصبحت حياتي باﻷبيض و اﻷسود و يكاد اﻷبيض فيها أن يكون ضبابا غابرا.
أسامة دموعك مهانتش عليا و تبكي الكافر أوعي تاخد علي خاطرك أنا أمك و أختك و أبوك كمان لأني مثلك هنت علي الدنيا فهنا نحن الأثنين علي الدولة.
أسامة أنت هبة رب الكون لمصر التي لا تقدر بثمن لكنها تهرس تحت أقدام المناصب و جيوب المطامع الشخصية و كاميرات أضواء الشهرة.
أسامة أنت أبني الذي لم ألده أنت تاج علي رأس مصر لا يراه إلا أعداء الوطن.
أنا و أنت يا أسامة و كتير عايش شحاتة.
أنت بتشحت تعليم و أنا بشحت رؤية و أب بيشحت أستضافة و جدة بتشحت حضن حفيدها و طفل بيشحت أبوه و أخوك بيشحت وظيفة و مريض بيشحت علاج و لا حياة لمن تنادي و لا أدري أين أبواق مراكز حقوق الطفولة ألست طفلا في نظرهم و هم متخلون عنك منذ ولادتك؟
أين أبواق مراكز حقوق المراءة ألست أنا أمراءة في نظرهم و هم متخلون عني تماما كأن لا وجود لي علي وجه أرض الفيروز؟
أين أبواق مراكز حقوق المرأة المعيلة ألم تكن أمك و أمي رحمهم الله امرأة في نظرهم و قد تخلوا عنهم صحيا و ماديا و نفسيا منذ عقود؟
لقد أعانوا أنفسهم دون أن ينهبوا الدولة أو ينحرفوا أخلاقيا و دون أن يطفوا علي سطح الحياة مثل السينجل ماذر و الحمد لله أنهم لم يأخذوا عنهم اﻷمومة.
يا ليت أمي عاشت يا أسامة و رأتك لكانت جعلت حياتك باﻷلوان و أصبحت أنت دولتها.
يا أسامة أكتب لك لأشكرك لأنك جعلتني أفرغ طاقة المشاعر الهائلة داخلي من حب و حزن و ألم و فراق.
ثانيا لأنك بدموعك و قلة كلماتك عريت مجتمع بأكمله و فضحت ضياع أنسانيته و أبرزت أنانية شيخوخته التي أظلمت حياتنا و حطمت أنفاسنا.
أسامة لا تحزن فأن الله معنا و أنا و أنت لا نملك سوى دعوة أبينا إبراهيم
(حسبنا الله و نعم الوكيل ).
و ثالثا أتوجه لمصر بنداء رحمة( أحنا ولادك يا بلادي) أرجوكي حبينا زي ما بنحبك يا مصر.
التعليقات