المهم انفض المولد ودعونا نتفق أن الشعب لم يشارك ، وأن من شارك ندم ، فهو لا يستطع أن يجزم أن صوته ذهب لمن أراد، في ظل الفوضي التي اجتاحت الانتخابات ، تلك التي سجلتها عدسات المصورين وأقلام الكتاب الشرفاء وأيضا المعارضة المقهورة التي مازالت تنتحب .

انفض المولد ، لكن خلف مآساة سيعاني منها شعب مقهور لسنوات لا يعلمها إلا الله ، فالأمر لن يقتصر بأي حال من الأحوال علي السنوات الخمس التالية التي تمثل عمر برلمان " الوطني " بل ستمتد لأكثر من ذلك بكثير ، فما حدث كان مدبر ، ولأسباب ،  قد نتمكن من التخمين ببعضها ، كتمرير مجموعة من القوانين في غفلة من الجميع ورغم أنفهم ، أوللتحضير للتوريث ونقل السلطة في سكون دون مشاكل أو اعتراض ، أو .. أو ، لكن مؤكد أن الغرض غير شريف ، وأن مصر خسرت فرصة هي في أشد الحاجة اليها للخروج من الدوامة التي خلقها "الوطني " بفشله المتكرر خلال سنوات حكمه السابقة .

لم تخسر مصر فقط ، فالوطني الخاسر الأكبر ، خسر كل شيئ ، أولا : ثقة الشارع به التي وصلت لأدني مستوياتها قبل الانتخابات وكان لديه فرصة لن تتكرر لتحسين الصورة المشوهة التي ترسخت بعد الانتخابات ولن تمحها أي محاولات .

 ثانيا  : خسر حلفائه من المعارضة وشجعهم عليه ولن يري منهم سوي التشهير بعد أن أجبرهم علي ذلك ، ولن يتمكن مهما استرضاهم أو تملقهم ن يستعيد ثقتهم به فلن يصدقه أحد بعد حالة الجشع غير المبررة ، فماذا لوترك لهم بعض الفتات ؟ لكن جشع مجموعة الهواة الذين أداروا العملية الانتخابية أفقد الكل توازنه ، وأنبت المزيد من الأعداء .

ثالثا :أحدثت النتائج شرخ داخل جدار الوطني لن يتمكن المكابرون من ترميه ، ربما تؤجل مصالح البعض عدم الجهر بالعداء ولكن التعنت والعناد سيتكفلا باظهاره .

رابعا : خسر فرصة حصوله علي المساعدة ممن حوله ، فرصة أن يجد من يشاركة الخسارة فاستأثر بها .

خامسا : مرّغ سمعة وصورة مصر والمصريين في الوحل ، فالكل بدا أمام العالم أنهم مجموعة من الرعاع لا يعرفون مصلحتهم وجناب الوطني هو فقط من يعرف ، فالرعاع لا يستحقون شرف الاختيار ، عليهم أن يحنوا رؤوسهم ويرضخوا لما أراد من نصّب نفسه وصيا عليهم ، وجعلونا نبدو أمام العالم كمجموعة من الخراف.

انفض المولد وأصبح الوطني في مواجهة الجميع ، وضاع حلم لم الشمل ، ضاع الأمل في أن تحصل هذه البلد علي فرصة تستحقها للتغيير ، لماذا ؟ لأن من باعوا البلد وقهروا الشعب بالأسعار لا يريدون من يحاسبهم ، متصورين أنهم سيتكتمون علي  فشلهم ، ربما تصورا أنهم إن تخلصوا من صداع المعارضة سيتمكنون من اصلاح ما أحدثوه من خلل طوال سنواتهم السابقة ربما ! لكن هل هم قادرون علي ذلك ؟ أشك ، فالمشاركة الوطنية والمصارحة كانا السبيل والوحيد ، لكن من يقتنع ؟.

انفض المولد وأكل الوطني كعادته الكعكة كلها إلا الفتات ودق طبول النصر متصورا أنه حصل علي الأغلبية ونسي أمرا مهما ، نسي أن الأغلبية ليست في عدد كراسي البرلمان ولكن في المؤيدين له في الشارع  ، الشارع الذي لا يعني أمره عند الوطني شيئ حتي إن ادعي عكس ذلك من باب الشو الاعلامي الشارع الذي يرفض الوطني لأنه  فشل في ادارة شئونه ، لأنه طمع في كل شيئ من الأرض والثروة والحظوة حتي كرسي البرلمان الغريب أن أبواق الوطني ومنافقيه يصرون علي تجاوز الحقيقة ، يصرون علي التغني بنصر أقبح من الهزيمة، نصر مزيف حققوة عي حساب العدالة والشرعية .

الأشرف لهم أن يصمتوا إن عجزوا عن الاعتراف بجريمتهم التي رتكبوها في حقهم أولا وفي حق بلد كبلوها بفشلهم وفي حق شعب سحلوه بكل السبل الممكنة دون أن يطرف لهم جفن ، ولا دليل علي ذلك أكبر من اصرارهم علي ادعاء النصر رغم خسائرهم الفادحة ... وللحديث بقية فالأمر لم ينتهي بعد


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية