يتساءل العديد من الناس عن الصداقة وأهميتها، فالبعض يقولون إن الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الزوال في عصر يتميز بالماديات والضغوط المختلفة، وآخرون يتساءلون عن كيفية إقامة صداقة وثيقة في زمن أصبح من الصعب العثور فيه على صديق مخلص، وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.

و اقول أننا جميعاً أصبحنا في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها العاطفة الصادقة والوفاق وتقارب وجهات النظر والاهتمامات. وتجنب العلاقات الواهية التي تحكمها المصالح المتبادلة أو مصلحة من طرف واحد.

إن الكثيرين منا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يرووا له قصة حياتهم بالتفصيل دون الإحساس بالحرج ويحتاجون لشخص يثقون به ولا يخجلون من مناقشة أدق أمورهم ومشكلاتهم الخاصة معه. و من الخطأ الاستسلام لفكرة عدم وجود صداقة حقيقية أو أنها عملة نادرة في طريقها للزوال بل على الشخص القيام بمحاولات جادة لإقامة صداقة على أساس سليم.

ولكن كيف نهيئ الظروف المناسبة لإقامة الصداقة وضمان استمرارها؟ إن أول أسس الصداقة هي أن يكون الشخص صادقا مع نفسه، ومع الآخرين، وقادرا على تفهم جوانب وأبعاد شخصيته وخفض سلبياتها إن وجدت؛ فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم، وتقبل جوانب النقص فيهم، لا يستطيعون إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.

أما عن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة والعلاقات العابرة و هناك أشخاصا نمضي معهم أوقاتا سعيدة أثناء الخروج إلى نزهة أو ممارسة رياضية أو نشاط معين معا، وعند انقضاء النزهة أو زوال السبب في المشاركة تصبح الصحبة غير محتملة، يصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء حوار شخصي.. إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء لمنفعة معينة.

فمن هو الصديق الحقيقي؟ اعلم أن الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريبا من النفس رغم كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جوارك، أوقات المحن المادية والاجتماعية حتى لو اختلفت وجهة نظر الصديقين في اى من القضايا العامة أو السياسية.

وقد يفضل بعض الأشخاص تجنب الصداقات خوفا من المشكلات المترتبة على فشلها والاضطرار لمواجهة الآلام والإحساس بخيبة الأمل أو لاعتقادهم بأن الصداقة الكاملة مستحيلة ومثل هؤلاء الأشخاص يفرضون على أنفسهم عزلة اختيارية، فهم يرفضون دفع ثمن لرابطة إنسانية لا يعرفون قيمتها الحقيقية وأهميتها الكبرى لدى الإنسان.

 الصديق الحقيقي لا يلزم ان تقضى معه أطول وقت بل أن تقضى معه أفضل وقت.

 

                                                       ...مجرد رأى


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية