لا أحد ينبغى أن يتكلم فى هذا المقام غير الرئيس نفسه.. لا رئيس الوزراء ولا أى أحد.. الرئيس نفسه.. اللحظة تستدعى أن يوجه كلمة إلى الشعب.. لا أقول أن يذهب إلى البرلمان، ولكن ينبغى أن يتكلم مباشرة إلى الجماهير.. وليس عبر افتتاح عابر لأى مشروع.. شجاعة الشعب كانت أكبر من التصورات.. هذه التضحية ينبغى تشجيعها فعلاً.. ولو كنت مكان الرئيس لفعلت هذا دون انتظااار!

سيدى الرئيس: لم يكن الشعب فى حاجة إلى ظهورك كما هو الآن.. ولم تكن أنت فى حاجة لمصارحة الشعب كما هو الآن.. الشعب يريد أن يطمئن ما الذى يحدث حوله.. اخرج وقل لهم ما لنا وما علينا.. قل لهم أهمية أن نذهب إلى الجراحة لاستئصال السرطان.. اشرح لهم أهمية العلاج.. لا تنس الأنتى بيوتك يا ريس.. إنه فى يدك أنت، وإلا تفشل الجراحة.. افتح باب الأمل للشباب يا ريس!

سيدى الرئيس: لا أطلب منك أن تتكلم لتحبط محاولات التحريض على مصر.. لا أخشى مثلك ما يسمونه 11/11.. اثبتّ أنك لا تخشى دعوات التظاهر، ولا تفزع من دعوات التحريض، بدليل أنك وافقت على اتخاذ القرارات دفعة واحدة.. وبالتأكيد تعرف أن الكتلة الصلبة من هذا الشعب تقف معك.. هؤلاء يحتاجون أن تصارحهم بكل شىء.. هؤلاء من حقهم أن يعرفوا.. فلا يمكن أن نوقع على بياض!

لا أطلب منك أن تغازل الشعب إطلاقاً.. ولا أطلب منك أن تضحك عليه بكلمتين أبداً.. فالأصل أن الشعب هو من يحمى الوطن قبل الأجهزة الأمنية.. والأصل أنه شريك فى الحكم، وليس مجرد مستقبِل للقرارات تهبط عليه مثل القضاء والقدر.. من المؤكد أن الجراحة قد تمت، ومن المهم أن تكون هناك إجراءات حمائية.. فما الذى تقدر عليه، وما الذى لا تقدر عليه؟، هنا ممكن أن نتحمل بلا ضجر!

سيدى الرئيس: كثير من الخبراء يبشرون بتدفق الاستثمار والسياحة وانتعاش مصر اقتصادياً.. كلامهم شىء وكلامك شىء آخر.. كلامك له مصداقيته عند جمهورك.. كلامك يخفف الضغط على الأجهزة الأمنية.. لا يمكن أن يقوم نظام حكم على قبضة الأجهزة الأمنية.. الحل بالمصارحة والمشاركة أولاً.. أنت وحدك تستطيع أن تحبط محاولات التحريض.. قل لهم إن أى تأخير كان ضاراً جداً بصحة الوطن!

لو كنت مكانك يا ريس، وطبعاً لا أحد يتمنى أن يكون مكانك الآن، لما تأخرت إلى الغد.. وما كنت قد ترددت حتى أصارح الناس بخطورة استخدام المسكنات.. فقل لهم إن مصلحتك الشخصية كانت فى تأجيل القرارات لمن بعدك.. وقل لهم إن مصلحة الوطن أن يخرج من حالة الإنعاش إلى حالة الانتعاش.. والفرق كبير بين الإنعاش والانتعاش.. سيصدقونك.. ولن يخضعوا لابتزاز أو دعاية سوداء أبداً!

كان سهلاً أن أجعل عنوان المقال «من الإنعاش إلى الانتعاش».. وكان سهلاً أن أجعله «شجاعة شعب».. فمازلت أرى أن شجاعة الشعب فى امتصاص الصدمة، أكبر من شجاعة صانع القرار.. اخرج للشعب.. اشكره على شجاعته أولاً، وصارحه بكل شىء ثانياً.. وعندها سنُضيّع الفرصة على جماعات الضلال!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية