رئيس الوزراء شريف إسماعيل ليس فى حاجة إلى لقاءات النواب والإعلاميين، إذا لم يقترب من لقمة المصريين.. الرأى العام يتابع، بدقة شديدة، كل ما يحدث حوله.. شعاره «متقربش من لقمتى، وافعل ما تشاء».. صحيح أن الحوار مهم، وصحيح أن اللقاءات مهمة، لكنها تصبح بلا قيمة، إذا كانت الحكومة تنوى شراً.. فمن المهم أن يشرح: هل ضريبة القيمة المضافة أعباء مضافة، أم عدالة ضريبية؟!.

منذ أيام التقى «إسماعيل» بالنواب، ورؤساء اللجان النوعية بالبرلمان، ومنذ ساعات التقى برؤساء التحرير، وأكد على عدة معان منها أن الحكومة تعمل بشفافية ولا تخفى شيئاً، وحريصة على تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد.. وقال: لدينا حلول للتعامل مع المشكلة الاقتصادية، والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية.. وقال أيضاً إن برنامج الإصلاح الاقتصادى مصرى مائة بالمائة.. فهل صدقه النواب والصحفيون؟!.

بصراحة شديدة، حين تجلس مع المهندس شريف إسماعيل، تصدقه على الفور، وتستغرب أنه لا يخاطب الرأى العام.. ولا تعرف إن كان يخشى المواجهة، أم يؤثر السلامة؟.. وهذه مشكلة كبرى، لأن رؤساء الحكومات فى مصر ليسوا سياسيين، يترددون ألف مرة حين تطلب منهم الظهور الإعلامى.. مثلاً فى أزمة الدولار لا شريف إسماعيل تكلم، ولا طارق عامر تكلم.. مع أن الرئيس حين تكلم «انخفض» الدولار!.

السؤال: هل الكلام الرسمى يحل مشكلة ضريبة القيمة المضافة؟.. الإجابة الكلام وحده لا يكفى.. ولا يحل المشكلة.. لكن التجربة هى التى ستحل المشكلة.. قبلها مهم شرح معنى الضريبة وتأثيرها.. من يتأثر بها؟.. أعجبتنى بوستات تقول: الفراخ لأ.. السمك لأ.. الخبز بجميع أنواعه لأ.. هناك شروحات لمفهوم الضريبة.. لابد للوزير عمرو الجارحى أن يشرحها.. هناك إعفاءات لازم توضيحها، كى يطمئن قلبى!.

للأسف هناك شريحة كبرى أصيبت بالذعر.. كلمة الضريبة تخضهم.. ترفع الأسعار فى الحال.. التجار استغلوا المناخ العام ورفعوا الأسعار فعلاً، رغم أن الضريبة لم يتم إقرارها.. أين الأجهزة الرقابية؟.. أين مباحث التموين ومفتشو الوزارة؟.. أين جهاز حماية المستهلك؟.. مهم أن يتحرك هؤلاء.. للأسف ليس هذا أداء دولة فى حالة أزمة.. مازلنا نعمل بطريقة الموظفين، نحن فى حاجة إلى استنفار الناس والإعلام!.

ضريبة القيمة المضافة لا تختلف كثيراً عن ضريبة المبيعات.. الشرائح الدنيا لا تتأثر بها إطلاقاً.. الشرائح ذات القدرات الشرائية العالية، هى التى سوف تتأثر بها.. هناك فئات لا تتأثر بأى شىء.. لأنها خارج الدائرة أصلاً.. المهم ألا يتأثر رغيف الخبز وسندوتش الفول والطعمية والفراخ والسمك.. المهم ألا يتأثر كوب اللبن أو حليب الأطفال.. بعد ذلك خذوا ما تشاءون، إيش ياخد الريح من البلاط، كما يقول المثل؟!.

الإصلاح الاقتصادى على العين والرأس، ولا أحد يعارضه أبداً.. شريطة ألا يدفع فاتورته المواطن البسيط ومحدود الدخل.. متقربش من لقمته.. أما إذا كانت الضريبة على استهلاك الأثرياء، فأهلاً وسهلاً ولا تتردد، سيكون الشعب أول من يقف معك.. اخرج كلم الناس.. قال: أو لم تؤمن؟.. قال: بلى ولكن ليطمئن قلبى!.

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية