نعم علينا فتح باب الأسئلة على مصراعيه ، فهو باب التجدد ، التطور ، الاستمرار ، انه باب الحياة .

وإذا ما سألك أحدهم  :" وما آخر هذه الأسئلة التى نعيد طرحها ؟" قل : هى لا آخر لها .

فما دمنا نحيا علينا أن نسأل ، وإذا ما رأى البعض أن أسئلتنا ( بديهية ) وإجاباتها ( محسومة ) .

فالخطر كل الخطر فى ذلك اليقين بأنها ( محسومة ) ... من حسمها ؟ ، وإن كانت محسومة فلنسمع الإجابات ، وحينها سنكتشف أن ( الحسم ) وهم .. وأن ما كنا نظن أن له إجابة واحدة وحيدة، سيفاجئنا بعشرات الإجابات ، منها المتناقض إلى حد الخصومة . 

لذلك أنا لا أخشى الأسئلة ، بل أعشقها ، فهى التى  تجلى العقل ، وتنفض عنه غبار التكلس وتعيد إليه نقائه . ولمن لا يصدق فلينظر حوله وليسمع ما يقوله أصحاب اليقين فى كافة جوانب حياتنا . فليسمع ما يقوله المفتى ، والمحلل السياسى ، والخبير الإجتماعى . .... و... و !

يا سادتى إن مصيبتنا الأولى فى رأيى المتواضع هو هذا التواطىء على ما نظن أننا نعرفه وما نحياه .

ولعل بعضكم لن يصدق أن مازالت الفتوى الرئيسية لإبن باز ( مفتى السعودية الراحل منذ سنوات قليلة ) والتى ما يزالون إعتبارها الفتوى الأصح التى لا تقبل النقاش هى : أن الأرض مسطحة ! .. نعم، رغم جاليليو ، ورغم صعود القمر ، ورغم .. ورغم .. ورغم .

ولمن لا يصدق فليستمع إلى مفتى الجمهورية ( السابق ) الذى أفتى منذ سنوات قليلة بتحريم صنع التماثيل لأنها تجلب الشياطين ، والتى على أثرها قامت سيدة ( بسيطة ) بالقفز من فوق أسوار منزل المثال العظيم ( حسن حشمت ) وقامت وحدها بتحطيم أغلب تماثيله التى كان يزين بها حديقته .

وأكتفى النظام حينها بالقبض على السيدة واتهامها بالجنون ، وتركوا المفتى حرا يعيث فينا فتاوى ، كان آخرها ما وصفه ب ( إتيكيت الإسلام ) والتى نصح فيها الأزواج أن يتصلوا بزوجاتهم قبيل الرجوع إلى منازلهم فلعل .. (مع  الزوجة رجلا ) !!

هل تريدون مزيدا من أمثلة ؟ ... أم ترون أن ذلك لا علاقة له بالفن ؟ .. أم أن قضايا الفن قد حسمت تماما فصرنا ننتج فنوننا وفق ما أستقر عليه الأولون ، وأن ما ندعو إليه الآن من ضرورة إعادة الأسئلة هو ضرب من الجنون ؟

نعم ... أنا ذلك المجنون الذى لا يرى أى حرج فى وضع كل شىء .. كل شىء .. تحت مجهر الشك .. فلعل أصابه بعض عطب ، أو لعلنا تواطئنا على السكوت خشية أن نفتح باب الريح فلا نستريح .

أيها الأصدقاء فلنفتح كل الأبواب لكل الرياح .. فوحدها ما ستجعلنا نفيق من وهم الإستقرار ، وهم أن ليس بالإمكان أفضل مما كان .....فافتحوا الباب ...بل كل الأبواب ... افتحوا الأبواب . 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية