لا اهتمام الفضائيات بشباب البرنامج الرئاسى من فراغ، ولا اهتمام الرئيس بالحكاية مجرد هزار.. صحيح الحكاية مش هزار.. الرئيس ليس عنده وقت كى يضيعه.. والحكومة ليس عندها وقت لتتسلى ببرنامج شباب.. معناه أن الدولة من قمة راسها حتى آخر مسؤول فيها مهتمة بتخريج شباب قادر على إدارة الدولة.. هناك رغبة فى تقديم كفاءات مدربة.. هناك نية لخلق صف ثان تحتاجه البلاد فوراً!

ليس سبب الاهتمام أن الرئيس يدعم الفكرة فقط.. لكن هناك دولة فى حاجة إلى هؤلاء الشباب.. وبالمناسبة ليسوا من أبناء الخواص والذوات.. هؤلاء شباب تقدموا للبرنامج.. كانت الأعداد آلافاً مؤلفة.. تمت فلترة الناس من خلال اختبارات واضحة، بالتأكيد ليست هناك واسطة.. سوف تجد منهم من يسكنون معك فى الأبراج، ومن يسكنون فى الحوارى، المعيار هو الكفاءة وليس الفهلوة!

اكتشفنا على مدى سنوات مضت أن مصر عاشت حالة تجريف.. كل تشكيل وزارى نرتبك.. وكل حركة محافظين نغرق فى شبر ميه.. لم نجد غير التوليفة سابقة التجهيز.. من كل قبيلة رجل.. الجامعات والقضاء والشرطة والجيش.. الآن عندنا شباب مؤهل ترعاه الدولة.. يقدم رؤيته لخدمة بلاده.. عنده قدرة على الإدارة.. وهكذا تم التوصل إلى عدد الدارسين حالياً.. لا أحد فيهم ابن مسؤول!

من هنا كان اهتمام الرأى العام قبل الرئاسة.. ومن هناك كانت فرحة الناس بهم تشبه فرحة الناس بحفلات التخرج التى حضرها الرئيس وكبار رجال الدولة.. هذه أيضاً حفلة تخرج على الهواء مباشرة.. عقول مصرية تتفتح.. ترسل رسالة بأن مصر لا تموت.. ومن المفارقات أن يحدث هذا فى وجود بعثة صندوق النقد الدولى، ومعناه أن الدولة ليست مرتبكة، ومعناه أن رُكبها لا تضرب فى بعضها!

وأعتقد أن الرئيس فاجأ الدارسين لسببين: الأول أنه يريد أن يطمئن على زرعه يوم حصاده.. الأمر الثانى ليرسل رسالة مقصودة لذاتها طبعاً، فقد قال الرئيس إن «الناس اللى مخزنة الدولار هتجرى بكرة على البنوك تفكه.. والحكومة لا تفعل شيئاً ضد أهلها».. وأظن أن السيسى قد ردّ بثقة واطمئنان أن الدولة ليست مزنوقة فى خانة اليك.. وأن ما يقال عن تسريح الموظفين كلام فارغ لا يمكن أن يحدث!

تخيل حين يجلس الرئيس وسط الشباب.. وتخيل حين يلتقى هؤلاء كبار رجال الدولة بلا خوف ولا ارتباك.. إذن نحن نصنع رجال دولة.. من قلب الشباب.. إذن هؤلاء هم شباب مصر الذين نقول إنهم مستبعدون.. أى شباب نتحدث عنه؟.. هل هو شباب القهاوى؟.. كل من تقدم خضع لاختبارات محددة لا تعجيز فيها.. والتقى بهم الرئيس فى أكثر من مناسبة.. ما يعنى مجدداً أن الحكاية دى مش هزار!

نموذج محاكاة الدولة المصرية أثبت أن الشباب واع ومتعلم وعنده رؤية.. وأكد قبل هذا أن الرئاسة لا تريد أن تتسلى ببرامج شبابية، ثم تتخلص منهم.. كنا فى مرات سابقة قد جربنا فكرة معاونى الوزراء.. شغلنا بها الرأى العام بعض الوقت.. بعد قليل نسينا القصة كلها وانتهت الحدوتة.. المرة دى مش هزار!


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية