يقولون إن السينما الوحيدة بمدينة أسيوط ستهدم.

يقولون إن مالكها سيقيم على أنقاضها بناء تجاريا متعدد الطوابق.

ويقولون إنه عرض على المحافظ أن يدفع لصندوق خدمات المحافظة عشرة ملايين من الجنيهات مقابل أن يوافق المحافظ على الهدم والبناء.

يقولون إن المحافظ وافق .. وأنهم بدأوا بالفعل فى تقويض المبنى!

كل رجال المال والأعمال فى بلدنا المحروسة ( إلا من ندر ) يكرهون الفنون ويعادون الثقافة ... وإن كنت من المثقفين الحفاة أمثالى الذين جابوا قرى ونجوع مصر سعيا لتبادل الخبرة والتعلم من أبائنا وأجدادنا، ستوقن بأن تلك حقيقة. فهؤلاء لا تنقصهم الأموال لبناء مقابر الأحياء التى يسمونها عمارات أو مولات ومع ذلك لا تصطاد معاولهم إلا مبنى ثقافى أو فنى، يهدمونه ويقيمون على أنقاضه مقابرهم. ولأنهم يعرفون أن القانون الذى مازال ساريا يمنع هدم دور العرض، وفى حالة الاضطرار إلى هدمه  للضرورة الأمنية وجب إعادة بنائها كدور عرض ستجدهم يتعهدون بأن يضم البناء الجديد ( متعدد الطوابق والأغراض ) قاعات عرض صغيرة  وهو ما لا يحدث عادة، لكنها الصياغة التى يتضمنها  طلب استخراج الرخصة ليوافق عليها متآمر الحى الذى أوصاهم بالصياغة.

... الأمثلة كثيرة  ستجدها مثلا فى أتيلييه الأسكندرية ، وفى قصر ثقافة المحلة و .. و... وكان من الممكن أن تكون أكثر وأكثر لولا وقفة بعض الحفاة من أمثالك وأمثالى الذين لا يملكون إلا حناجرهم وإراداتهم.

وهاهى جريمة جديدة تحدث فى أكثر بقاع مصر احتياجا لدار عرض سينمائى، فسينما أسيوط "رينسانس" هى السينما الوحيدة فى المحافظة، بل والوحيدة فى المحافظات الثلاث المجاورة. ومع ذلك رأى المحافظ "الذى يرفض أن يضم قصر ثقافة أسيوط دارا للعرض السينمائى ضمن أنشطته" أن الملايين العشرة التى ستدخل صندوق خدمات المحافظة ـ إن دخلت ـ هى أفضل عشرات المرات من دار عرض سينمائى، فما السينما مقابل "مووول" يمتلىء بالمقاهى والمطاعم ومحلات ملابس المحجبات !

لذلك كله وقبله الكثير علينا أن نقتنع تماما أن حكوماتنا تحارب الإرهاب ، وأنه لا صحة إطلاقا لشائعة أن الفن والثقافة هما المعول الأول والأهم فى القضاء على الإرهاب، فالسيد المحافظ يعرف ما لا نعرفه نحن.. الحكام دائما يعرفون أكثر .... ولا عزاء لأمثالنا.

 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية