البلاسيبو هو المادة الغير فعالة علاجيا ,أى لاتأثير طبيا لها ضد مرض ما فى الجسم البشرى , أقراص النشا أو السكر مثال جيد لها ,لكن عندما يخبر الطبيب المريض بأن هذه الأقراص هى الأحدث لعلاج حالته المرضية يشعر معها وبسرعة بتحسن ملحوظ ويبدو الأثر الدوائى الفعال لما هو غير فعال ,ترى ما السر ؟
 
يبدو الأمر مثيرا للغاية , وربما خياليا ,لكنه حقيقا ,كيف ؟ هناك ربط مباشر بين الجسد والعقل , وبين المرض والعقل ,هناك إتصال مباشر وقوى جدا ,قد يكون غير مفهوم تماما لنا ,كل ما فى الأمر أن العقل قد تلقى الأمر الذى اوحاه له الطبيب وبدأ فى إصدار الإحساس بالتحسن للجسد والذى يستجيب بقوة لما هو نتاج أفكارنا , فالعواطف والأفكار تحدد جوهرنا المادى الجسدى , وكذلك أداء أجسادنا هناك ما يعرف "قوة الشفاء الذاتى" 
 
وهى
من معجزات الله المنشئ العظيم ,الخالق المبدع فى كل ما أبدع ,قال تعالى _ ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) _سورة التين , ومعنى التقويم لغويا ,هو الإستدامة على صواب ومثالية , لقد منحنا الله جسدا بشريا بروح إلهية وعقل الهى مبهر مستمد منه مباشرة وقادر مع قدرة الله على شفاء كل علل الروح والجسد التى تأتى إلينا بما كسبت أيدينا من الآثام التى حرم ربنا إتيانها .
 
التناغم الجسدى العقلى الروحانى مهم جدا للشفاء , التفكير بإيجابية مطلقة وسعادة وأمل , ضرورة واجبة للبعد عن الصراعات والتوتر والضغوط وهى مسببات مباشرة للأمراض العضوية كالضغط والسكرى وأمراض القلب , والأورام ,فلو نظرنا لكلمة مرض بالإنجليزية وهى من مقطعيين DIS EASE DIS ومعناها عكس أو سهولة , أى ان معناها المعاناة ,لذا يجب على العاملين فى المجال الطبى أن يمنحوا البشر قرص بلاسيبو من الأمل والقوة الإيجابية فى التفكر بعللهم , وأنها قابلة للشفاء كلها وهناك حالات طبية كانت طبيا ميئوس منها ,بقدرة الله وقدرتنا تم شفاؤها ,كل ما هو مطلوب أن نساعد الناس على تخطى أمراضهم والآمهم وعوزهم , نعلمهم الشفاء الذاتى بالعلم والتدين , وأظن أن ذلك هو جوهر الدين وثقة مطلقة فى الله القادر الرحيم , والذى ما خلقنا لنتعذب فى الدنيا ,بل لنكد ونتعب من أجل الدنيا , وحسن ثواب الآخرة
 
ولست أدعو لترك العلاج الكيميائى , وانا من المعالجين به , ولكن فى الوقت الذى تعمل فيه العقاقير على عللنا الجسدية لتعمل عقولنا أيضا معها بأفكار جيدة نراها من زاوية جيدة وجديدة من ناحية الشفاء والعافية لا من زاوية المرض والشقاء والمعاناة
 
الشفاء الذاتى للأجساد يكون ممكنا حين نريد ذلك من أعماق عقولنا وأرواحنا التى هى من الله , قال الله _ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى , وما أوتيتم من العلم إلا قليلا _ وهذة حقيقة لا جدال فيها , وتكملة الآية 85من سورة الإسراء ,وصف الله لنا بقلة العلم , لنقو أجسادنا ,بتقوية روحانياتنا والتى هى بالإيمان المطلق بالله وبروعة وعظمة الخالق والمخلوق ,وبقدرة الله المعجزة فينا على الشفاء بإذنه تعالى .
 
ولكى يكون كلامى مدعوما من الناحية العملية العلمية ,جرب بنفسك ,أن تستغل هذا الوقت من الربيع والتى تجود فيه الطبيعة بأروع ما فيها من روائح ولوحات فنية رائعة , إجلس فى مكان هادئ , وفكر بحب فى نفسك وفى ربك الذى خلقك ,حاول أن تنسى ما على أكتافك من هموم , ومشاكل , إرمها عنك بعيدا لبضع ساعات ,اخلص لله النية أن تعود إليه كما خلقك بريئا نقيا طاهرا وفى أحسن تقويم كما خلقك الله , وخلق الكون كله , أثق أنك تبدو سعيدا وهادئا , بل أرى أن الكون حولك بدا حولك سعيدا أيضا .


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية