وا حسرتاه علي مجلس أهان كرامة الصحفيين وأضاع حقوقهم إزاء حالة التخبط والارتجال التي اتسم بها علي مدار عامين إلا أشهر قليلة.. وعلى ما يبدو استحلى "النوم في العسل".. حيث أصاب "مجلس الأنس" هذا جموع الصحفيين بالإحباط نتيجة عجزه عن إضافة أي جديد سواء على مستوى الخدمات أو تطوير الأداء المهني والنقابي وفي عهده شهدت أروقة النقابة أزمات عاصفة أفقدت المجلس الحالي أي شرعية يمكنه أن يخدعنا بها.
وبنظرة واحدة للحالة الراهنة سنجد أنفسنا أمام مجلس "لا بيحل ولا بيربط" وحتى لا يكون الحديث في المطلق سنذكر واقعتين مختلفتين اتسم خلالهما أداء المجلس بالفشل الذريع.
تتمثل الواقعة الأولى في الأحداث المؤسفة التي شهدها نادي القضاة الذي يقع على بعد أمتار من نقابتنا "الغراء" حيث تعرض أحد الزملاء الصحفيين لاعتداء صارخ أثناء تغطيته لجولة الانتخابات التي كانت تجري على أرض النادي وأصيب نتيجة الضرب.. ففوجئنا بأعضاء المجلس الموقرين ينتقلون "على قلب رجل واحد" للنادي لاحتواء الأزمة على طريقة "يا دار ما دخلك شر" وكأن "اللي جرى ما كان".
أما الواقعة الثانية فيعلمها القاصي والداني وهي تلك التي تتعلق بموقف النقابة المهين من أزمة نادي الزمالك.. فبعد أن اتخذ مرتضى منصور قرارا منع الصحفيين الأعضاء من دخول النادي رغم سدادهم كافة الاشتراكات التي اشترطها النادي.. وقفت النقابة عاجزة تماماً عن إدارة الأزمة أو التعامل معها.
وعندما تمخض الجبل ولد فأراً.. وتحت ضغوط مئات الصحفيين الغاضبين من سلبية مجلس النقابة من أزمة نادي الزمالك دعا ضياء رشوان لعمل مؤتمر صحفي لإكمال مهزلة الضعف والعجز المبين.. فيكفي أن نعرف أن كل ما خرج به المؤتمر هو بعض الشتائم التي وردت على لسان "العضو البارز" جمال فهمي ضد مرتضى منصور وأخيراً التهديد المستفز الذي صدر عن نقيب الصحفيين غير المتفرغ ضياء رشوان بجمع 1000 صحفي والتظاهر على أبواب نادي الزمالك.. بجد "يا فرحتي".
وهذا يعكس مقدار العجز وتدني الأداء النقابي الذي يعتبر العلامة المميزة لمجلس نقابة الصحفيين الحالي إذا ما قارناه بالجمعية العمومية التاريخية لنقابة الصحفيين لإسقاط القانون المشبوه الذي يحمل رقم ‏93‏ لسنة ‏1995‏ والذي فرض قيودا مشددة علي حرية الرأي والتعبير في مصر‏ من بينها إجازة الحبس الاحتياطي للصحفيين على ذمة قضايا النشر.
والجميع يجب أن يتذكر اليوم‏، ذلك الحجم الهائل من الجهد الذي بذل لإسقاط هذا القانون سيئ السمعة، والذي أخذ من الصحافة والصحفيين والمدافعين عن حرية الصحافة وأمن الصحفيين‏ نحو العام حتى أمكن إزاحة الكابوس‏‏ وإصدار قانون جديد برقم 96‏ لسنة‏96‏ أقل تشددا أو أكثر تحررا من سابقه‏.
وبدموع الحسرة تتباكى جموع الصحفيين على تلك الأيام المجيدة التي تحولت خلالها نقابة الصحفيين إلى "بيت الأمة" للدفاع عن حقوقهم لمدة تزيد على العام ظلت خلاله الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين في حالة انعقاد دائم بحضور الآلاف‏،‏ أحد عشر اجتماعا غاضبا.
وأن مجلس النقابة بقيادة الصحفي القدير إبراهيم نافع‏ قد جاهد واجتهد بقوة‏ في اتجاهين مؤثرين‏ أحدهما للحفاظ علي حيوية الصحفيين وثورتهم عبر اجتماعات الجمعية العمومية وتبني الصياغات القانونية الجديدة المطالبة بإلغاء القانون سيئ السمعة والمصرة علي تعميق حرية الصحافة‏ ثم اتجاه الحوار الواسع والديمقراطي مع السلطتين التنفيذية والتشريعية،‏‏ الحكومة والبرلمان آنذاك،‏ ثم مع المجلس الأعلى للصحافة‏‏ لتحقيق هدف الصحفيين وجمعيتهم العمومية‏.‏
وبطبيعة الحال إذا ما قارنا بين موقف المجلسين والنقيبين سنخرج بنتائج مذهلة توضح كيف يستكين هذا المجلس في أدائه ويعجز عن حل أي مشكلة تواجه الصحفيين الذين وثقوا به ومنحوه أصواتهم في الانتخابات، لتكون النتيجة النهائية تنظيم مظاهرة أمام نادي الزمالك.. وا حسرتاه على نقابة الصحفيين.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية