حالة نشاط زائد في "بروجرام" رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وحكومته الرشيدة .. حيث شاهدناه، كما شاهده ملايين المصريين، عشرات المرات خلال الأيام الأخيرة متنقلاً بين مختلف المحافظات "على الفاضي والمليان" كما يقول المثل الشعبي ليس لافتتاح مشروع وإنما لتفقد مواقع الكوارث الخطيرة التي شهدتها مصر مؤخراً ومواساة أهالي الضحايا.

الأمر الذي دفع الكثيرين لاعتبار ظهور محلب أمام وسائل الإعلام نذير شر والعياذ بالله ويكفي أنه خلال أقل من أسبوع واحد وتحديداً من يوم الجمعة 31 أكتوبر وحتى يوم الأربعاء 5 نوفمبر تنقل رئيس الوزراء بين 3 مستشفيات لزيارة ضحايا الحوادث الإرهابية و"الإهمالية" وهم بالترتيب : مصابي الهجوم الإرهابي الذي استهدف إحدى النقاط الأمنية بشمال سيناء الذين نقلوا لتلقي العلاج بمستشفى المعادي للقوات المسلحة.

بعدها بيومين شاهدنا رئيس الوزراء ومحافظ الجيزة ووزير التعليم يزورون طالبة فقدت عينها بسبب سقوط لوح زجاج فوق رأسها بإحدى المدارس بالعجوزة .. وبعدها بيومين أيضاً شاهدناه يتفقد المصابين في كارثة التصادم المروع بالبحيرة والذي أودى بحياة 18 أغلبهم من طلاب مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية.

وفي الواقع فإنه لا أحد ينكر على المهندس إبراهيم محلب، رئيس حكومة إسعاد الشعب، نشاطه الدؤوب الذي لخصه شعار "حكومة 7 الصبح" إيذانا ببدء العمل منذ شروق الشمس والذي لم يقل لنا أحد جدواه حتى هذه اللحظة.

فالرجل لا يألو جهداً في التنقل بين المحافظات لحضور افتتاحات المشروعات مهما صغرت أو كبرت لتوصيل رسالة إلى المحافظين وجميع مفاصل الجهاز الإداري بالدولة مفادها "أنا موجود إذاً أنا أعمل".. ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه شيء جميل أن نري رئيس وزراء محترك وفي كل مكان في الشارع وفي افتتاح المشروعات وزيارات لمصانع ومدارس ومستشفيات..

لكن وبدون الخوض في تفاصيل هذا الموقف المحرج فإن المتتبع لأحوال المدارس سيجد أن محصلة زيارات رأس السلطة التنفيذية للدولة لم يؤثر في انتظام العملية التعليمية حتى أن العديد من المدارس لم يتسلم تلاميذها بعض الكتب الدراسية رغم مرور 30 يوماً على بدء الدراسة.

موقف آخر أثار ضجة كبيرة حول نشاط محلب الزائد يتمثل فيما شهده جميع المصريين من تواجد الرجل يوم وقفة عرفات في الأراضي المقدسة ثم صلاته في اليوم التالي مباشرة إلى جوار الرئيس في صلاة عيد الأضحى دون إتمام مناسك الحج .. ومع كل التقدير لكافة الأيادي المباركة التي امتدت لإلقاء طوق النجاة للبرهنة على سلامة وقبول "حجة محلب" فإن السهم انطلق بالفعل والرسالة وصلت.

وقد انبرت الأقلام للدفاع عن زيارات وصولات وجولات "محلب" والإسهاب في عرض فوائدها على أساس أنها غير مسبوقة وتتم بروح جديدة حيث لم تشهد السنوات السابقة هذه الروح وهى تتيح لرئيس مجلس الوزراء ان يقف بنفسه على حجم المشكلات التى تواجه المواطنين فى حياتهم اليومية من اصحابها الحقيقيين بعيدا عن التقارير المكتبية التقليدية للوزارات والمسئولين كما انها تسهم اسهاما كبيرا فى تخفيف الاحتقان الموجود فى المجتمع عندما يشعر المواطن العادى بان اكبر مسئول تنفيذى فى الحكومة يزوره فى موقعه للعمل على حل مشاكله علاوة على ان هذه الزيارات تحفز الهمم على بذل مزيد من الجهد والعطاء والانتاج واشاروا الى زيارته الى مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى حيث وقف وسط العمال فى عقر دارهم وادار حوارا معهم وكانت خبطة البداية علاوة على ان هذه الزيارات المفاجئة تجعل المسئولين فى يقظة مستمرة لتحقيق المستهدف من الخطط الانتاجية والخدمية..

إلا أن أقلاماً كثيرة أخرى ترى انها مجرد "شو اعلامي" الهدف منه الظهور فى الفضائيات وتهدئة الناس وانه من الافضل اقتحام المشاكل الأساسية التي يعانون منها في حياتهم اليومية مثل توفير فرص عمل حقيقية للشباب وان رئيس مجلس الوزراء يجب ان ينقل مقر عمله الى المحافظات التي تحتاج الى تطوير وخدمات عاجلة.

ومن هنا يقفز التساؤل المهم حول الفائدة العائدة من هذ الجولات "غير المسبوقة".. وماذا عن نتائجها وثمارها ومردودها علي الوطن والمواطن؟ الحكومة تنفق نحو 210 مليارات جنيه علي 6 ملايين موظف وعامل، ماذا كانت النتيجة غير وقف الحال وتعذيب المواطنين الذين يتعاملون معها في المرور وفي السجل المدني والوزارات والدواوين المختلفة.

كما أن هذه الجولات لم تقل لنا ماذا فعل المهندس محلب من أجل القضاء علي الروتين ومحاربة الفساد المقنع حتي لو كان مجرد تعطيل العمل لجبر المواطن علي اللجوء إلي الطرق الملتوية للحصول علي حقه أو إنهاء مصلحته؟

فلا أحد ينكر أن الأمن ما زال مترهلاً حتى هذه اللحظة بدليل التفجيرات التي تقع في قلب أكثر شوارع العاصمة ازدحاماً ونقصد به ميدان الإسعاف.. كما أنه ما زالت حالات التعديات فى الشارع كثيرة وانتشار البلطجة أكثر! وغياب الرقابة عن الذين ينهبون الناس فى المتاجرة


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية