لم يكن اجتماعا خليجيا إلا بالمعنى الجغرافي للكلمة.. اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي استعرض أهم القضايا العربية الشائكة، فحسم مصير سوريا ومنح مصر أكبر المكاسب ووضع نواة لتشكيل تكتل عربي "وليس خليجي" سيعيد التوازن مع إيران، ليتراجع حجم وتأثير الدور التركي وينشغل أردوغان بخلافاته مع الجيش هناك الذي يتحين الفرص لإزاحة الدور السياسي لحزب العدالة والتنمية ويتقزم أردوغان. 
لنبدأ مع مصر التي كانت حاضرة بقوة على مائدة المؤتمر الـ35 لقادة الخليج، وهنا نستعين بعبارة وزير خارجية قطر خالد العطية الذي أعلن بوضوح "لم يكن بيننا وبين مصر خصومة لنعقد مع القاهرة مصالحة" ونحن من القاهرة نقول للعطية نحن نصدقك أنها كانت سحابة صيف وزوبعة في فنجان وصبر مصر لم ينفد حتى عادت الدوحة لرشدها.. كانت قطر حريصة على أن يظهر هذا التصريح في قناة الجزيرة مباشر مصر ليظهر النقيضان على شاشة واحدة مسئول قطري كبير يعلن أن صفحة الخلاف مع مصر طويت بل لا توجد خصومة من الأصل ونفس الشاشة لا تتحدث على "البار" وبرامجها إلا عن الانقلاب وقادة الانقلاب!
نحن نحترم تصريحاتك التي أعلنتها أمام المؤتمر ولن نطعن عليها ولا مدى تطابقها مع سياسة الجزيرة التي يتناقض ما تبثه مع مقررات وتوصيات قمة الخليج التي أعلنت بالإجماع وبكلمات واضحة "الدعم التام لمصر وخريطة طريق رئيسها عبد الفتاح السيسي". 
وكما توقعنا أول أمس أن قمة الخليج ستحدد سيناريوهات إنهاء الأزمة السورية بحل سياسي وليس بالمواجهة العسكرية جاءت التوصيات لتتبنى ما قرره مؤتمر جنيف 1  وكانت رسالة القمة لإيران حول حق الإمارات التاريخي في جزرها الثلاث بمثابة الذكرى التي قد تنفع طهران وتأكيدا على عدم التفريط في الأراضي العربية.. ذلك الحق الذي لن يموت ولا يمكن أن يطويه النسيان. 
 


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية