لا أدري كيف يحطم الشعب المصري صنم مبارك فرعون مصر الحديث، في ثورة مباركة ضرب بها المثل في كل دول العالم، ويقضي على ثلاثين عاما من القهر والاستبداد والفساد والذل والهوان، ثم يأتي كهنة المعبد المباركي فيريدون جمع رفات هذا الصنم وإحياء رميمه من جديد؟! هل فقد هؤلاء عقولهم؟، أم طنوا في أنفسهم أن هذا الشعب قد فقد عقله؟!.. يخرجون علينا بكل طهر وبراءة ويريدون استعادة نظام مبارك الفاسد البغيض، ويخيرون الناس بين الأمن والاستقرار الداخلي والخارجي الذي سوف يتحقق على أيديهم، وبين الفوضى وانعدام الأمن وعدم الاستقرار مع غيرهم من سائر المرشحين للرئاسة.. وهكذا فعل صنمهم الأكبر مبارك عندما خيّر الشعب في بداية الثورة بين حكمة ونظامه أو الفوضى الخلاقة، ولكن الشعب لم ينخدع بسحره، وأسقط نظامه، ومازالت مصر بخير بعد مرور عام ونصف على الثورة المباركة. ومن الذي صنع الفوضى وعدم الاستقرار وافتعل الأزمات في مصر بعد الثورة؟، أليسوا هؤلاء الكهنة الذين يصرون على خداع الشعب المصري والاستخفاف بعقولنا جميعا، ويقفون وراء حالة الفوضى وعدم الاستقرار والأزمات المتتالية، لكي يستنسخوا نظام مبارك من جديد؟.. ولكن هيهات.. هيهات، هيهات أن ننخدع في هؤلاء الدجالين المخادعين، الذين شاركوا مبارك في فساده وقهره وجبروته وظلمه للبلاد والعباد، وكانوا له أعوانا على الظلم والفساد، فرضوا وأقروا ونفذوا بأيديهم، وكانوا زبانية الظالم، ويديه التي يبطش بها. هل يدعي هؤلاء الكهنة، سواء من كان منهم وزيرا أو رئيس وزراء للظالم، أو مديرا للمخابرات، أنهم أطهار من رجس مبارك ونظامه؟، لا والله هذا ادعاء كاذب واستخفاف بعقول الشعب المصري، الذي يعلم يقينا أنهم شركاء لمبارك في كل اقترفه نظامه من قهر وظلم وفساد واستبداد، وان خطايا النظام السابق وذنوبه تحيط بهم من كل جانب. ولن يسمح الشعب المصري بأن يصعد إلى سدة الحكم كل من كان من أعوان مبارك وزبانيته ورجاله، لن يسمح الشعب باستنساخ ذلك النظام البائد البغيض الذي ملأ أرض مصر فسادا وظلما، فأرهق البلاد والعباد، ونهب خيراتها وثرواتها، وأفقر شعبها وأمرضه، وقضي عل كل أخضر ويابس، ولم يراع في المصريين إلا ولا ذمة. إن الحق سبحانه وتعالى عندما سفّه فرعون وفساده وطغيانه، ضم في زمرته وزيره هامان وجنوده، لأنهم جميعا شركاء له في ظلمه وفساده، فكان يظلم ويبطش بهم، قال تعالى: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"، وقال تعالى في آية أخرى: "ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" فذنوب الظلم والفساد والطغيان لم تقتصر على فرعون رأس النظام، بل شملت سائر أعضاء هذا النظام من الوزراء والجنود والأذناب.. فهل يأتي هؤلاء اليوم وقد شاركوا فرعون مصر الحديث نظامه وفساده وطغيانه، وشربوا من منهجه المباركي حتى الثمالة، ويلبسون ثوب الطهر والعفاف والنزاهة والبراءة، لكي يصلوا إلى رئاسة مصر، مدعين أنهم لم يتلوثوا برجس النظام السابق وأدرانه.. إن هذا لشيء عجاب؟. ماذا يظن هؤلاء بمصر وأهلها؟، هل يظنون أننا قد فقدنا عقولنا وغيبنا ضمائرنا، ونسينا جرائمهم النكراء في حقنا وحق بلادنا، لقد طغوا جميعا، وعلى رأسهم صنمهم مبارك، في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فحق عليهم المحاسبة والمحاكمة والسجن والذل والهوان وسوء العذاب. حقا يا سادة.. إن هؤلاء الذين يتجاسرون اليوم على خوض الانتخابات الرئاسية من أركان النظام السابق، لا مكان لهم إلا النيابات والمحاكمات والسجون والمشانق، مثلهم مثل مبارك وأركان نظامه، فهم منه وهو منهم، وان استطاعوا حماية أنفسهم من دلائل فسادهم وظلمهم وطغيانهم، وفروا من عدالة الأرض، فان عدالة السماء ستكون لهم بالمرصاد. وإنني لعلى يقين في وعي الشعب المصر، الذي لن ينخدع في هؤلاء ولا في أذنابهم وأبواقهم من أصحاب القنوات الفضائية الملاكي، الذين يروجون لهم، ويحاولون تحسين صورهم على حساب المرشحين الإسلاميين.. فالشعب الذي استطاع بوعيه البصير عزل فلول النظام السابق في الانتخابات البرلمانية، دون حاجة إلى تطبيق قانون العزل السياسي، قادر بإذن الله، على عزل هؤلاء الفلول في الانتخابات الرئاسية، دون الحاجة أيضا إلى التعديلات التي أجريت على قانون مباشرة الحقوق السياسية.. فليذهب هؤلاء الكهنة وفرعونهم الأكبر إلى الجحيم، فلا مكان لهم بعد الثورة في حكم مصر وإدارة شئونها. a_abozied@hotmail.com


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية