الذين يطالبون الآن بعودة الجيش الى ثكناته بحجة الاسراع بقيام الدولة المدنية باعتبارأن وجود المجلس العسكرى يمثل عقبة فى سبيل تحقيق هذا الهدف ، هم فى الحقيقة يهدفون الى ابعاد المجلس العسكرى عن حماية الجبهة الداخلية خاصة فى ظل الغياب المؤثر لجهاز الشرطة لغرض فى نفس يعقوب .

مازال الجيش حتى الآن هو الحامى الوحيد لمنجزات الثورة خاصة فى ظل الانفلات الأمنى الرهيب الذى يعانى منه المجتمع المصرى بكافة طبقاته ، ان الجيش هو صاحب العصا الغليظة التى نواجه بها أعمال البلطجة والسلب والنهب السائدة فى كل مكان الآن فكيف نطالب بكسر هذه العصا فى هذه التوقيت الصعب .

لم يقدم لنا المطالبون بعودة الجيش الى ثكناته البدائل المتاحة للسيطرة على الانفلات والهمجية التى يعانى منها المواطن البسيط فى كل مكان على ارض مصر ، ولم يقدموا لنا حلولا عملية لكيفية ادارة البلاد أمنيا فى هذه المرحلة العصيبة فى تاريخ مصر ، واكتفوا بترديد شعارات براقة فى الميادين تطالب بابعاد الجيش وهم فى نفس الوقت يستظلون بحماية الجيش خلال ترديد هذه الهتافات فى الميادين .

 ان الذين ينادون بالحرية والديمقراطية يتناسوا أن الديمقراطية تحتاج الى أنياب تحميها وتفترس كل من تسول له نفسه العبث بها وتتصدى لكل من يتربص بها ، وهم كثيرون .

هل الأحزاب والأئتلافات الموجودة على الساحة الآن استطاعت التصدى لفلول العهد البائد وهل شاركت بشكل جدى فى التصدى لأعمال البلطجة والسلب والنهب .. سيرد المتفلسفون بأن هذه وظيفة الشرطة .. نعم ولكن اين هى الشرطة الآن .. هل مددنا لهم يد المساعدة .. هل تجاوزنا عن سيئاتهم فى الماضى .. هل بدأنا معهم صفحة جديدة حقا .. مازلنا حتى الآن نعتبر البلطجى شهيدا والشرطى مذنبا اذا حاول الشرطى أن يدافع عن نفسه وهو يقوم بواجبه فى مواجهة أعمال البلطجة المنتشرة فى كل مكان .

بعيدا عن نظرية المؤامرة والاتهام بالعمالة والتخوين يجب علي الجميع أن يضع مصالح مصر العليا فوق كل اعتبار ، ولابد للباحثين عن الشهرة والبطولات الزائفة من خلال أكشاك الفضائيات المشبوهة أن يتقوا الله فى مصر ويتوقفوا عن بث السموم والمغالطات التى تثير البلبلة والفوضى فى البلاد ، ويجب أن يدركوا أن حريتهم تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين لأننا جميعا شركاء فى هذا الوطن ولم يفوض أحد منا هؤلاء للتحدث باسمنا .

ان الشعب المصرى يملك من الوعى والقدرة ما يتيح له حسن الاختيار بدون وصاية من حزب أو حركة أو ائتلاف ، خاصة أن هؤلاء جميعا لم يتفقوا على منهج أو رأى واحد حتى الآن اتركوا الجيش يكمل مهمته الوطنية التى اختار القيام بها طواعية انطلاقا من واجبه الوطنى حتى يسلم الآمانة الى حكومة مدنية تستطيع حماية هذا الوطن من العابثين بأمنه والطامعين فيه ، ليعود بعدها الى مهمته العظيمة فى حماية مصر من أعدائها المتربصين بها على الحدود عاطف على عبد الحافظ

  


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية