في أذار ترتوي الارض وتتهيأ لارتداء حلتها مزينة بازهار الاقحوان وزهرة الحنون ، تتفتح ازهار اللوز ويفوح عبق الياسمين، ورد الجوري يتفتح في الجناين وشرفات المنازل تتناقله الايدي الطرية هدايا للمرأة في يومها وللأم في عيديها، في اذار تتفتح الورود وتبسط الارض راحتيها تحتضن حبة القمح وتتلوى في جداولها مياه اذار لتنبت أمل وحرية، اذار فلسطين هذا العام ليست ككل عام حيث تفتح الورد في الجناين ، في ساحة الجندي المجهول وساحة الحرية (الكتيبة ) في غزة وفي ميدان المنارة برام الله كما في الميادين والساحات حيث خرج شباب بعمر الورد يهتفون الشعب يريد انهاء الانقسام فكل التحية للورد الي فتح في جناين فلسطين. في الخامس عشر من آذار الجاري شهدت الأراضي الفلسطينية كما مختلف مناطق تواجد شعبنا الفلسطيني سلسلة من التحركات الشعبية الواسعة وعمادها الاساسي الشباب والصبايا الذين صدحت أصواتهم بكل قوة وفخرالشعب يريد إنهاء الانقسام – الشعب يريد انهاء الاحتلال ، إن هذه التحركات الشعبية الواسعةوالتي لعب الشباب الفلسطيني دور محوريا فيها جاءت لتؤكد على الدور الطليعي لهذه الفئة الحية من شعبنا بعد أن طاف بهم الكيل جراء استمرار الانقسام الذي يهدد مستقبلهم حال استمراره ، وقد جاء تدخل الشاب هذا انطلاقا من عدة عوامل هامة تتمثل في ما يشاهدونه ويراقبونه عن كثب من هبوب لرياح الثورة والتغيير التي شكل نظرائهم الشباب محركها الاساسي وقد زاد من حماستهم وصول الثورات الشعبية في كل من تونس ومصر الى نصر اطاح بأنظمة ظن البعض أنها عصية على التغيير ، مما شجع الشباب الفلسطيني وحفزهم على القيام بدور أعتقدوا وهم على حق بأن الوقت قد حان لأن يقول الشباب الفلسطيني كلمته خصوصا ,ان الوضع الفلسطيني برمته ليس بأفضل حال من أوضاع تلك البلدان التي عصفت بها ثورات الشعوب مؤخرا خاصة بعد أن وصلت مساوىء هذا الوضع لأسفل درك يتصوره المرء ولا أظنني بحاجة لشرح لما آلت له الامور على الساحة الفلسطنية من تردي ، وأنطلاقا من ذلك وحيث ان شباب فلسطين يتميزون برؤية ثاقبة ويتمتعون بحسٍ عالٍ من المسؤولية قرروا التحرك ليس لاسقاط أحد أو إخراج احد من الساحة السياسية بل جاء تحركها وطنيا خالصا من أجل جمع الشمل وإنهاء الانقسام وقد اعتبروه مدخلا لابد منه لمواجهة الاحتلال وصولا لدحره عن الأراضي الفلسطينية وتحقيق اهداف الشعب في الحرية والاستقلال , تحركات الشباب وإعتصاماتهم هذه قوبلت بترحيب واسع من مختلف فئات الشعب الفلسطيني التي خرجت تؤازرهم في 15/3/ 2011 فغصت الساحات العامة بجموع المواطنين من مختلف المشارب والاتجاهات السياسية رغم محاولات من هنا وهناك بتجيير حالة النهوض الجماهيري لمصلحته الضيقة ، ومع ذلك لم يتوانى الشباب الطليعي عن مواصلة دورهم واستمرت التحركات والاعتصامات الشبابية بصور مختلفة وقد كان من الممكن ان تكون أكثر اتساعا وشمولية لولا أساليب القمع والعسف التي ووجهت بها التحركات والزج بنشطائها واخضاعهم للتحقيق في أقبية هي ليست مكانهم من قبل الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة في قطاع غزة، ولولا أيضا ماتعرضت له هذه التحركات من تضييق من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، على أية حال ورغم هذه المضايقات و والاعتداءات التي يتعرضون لها ، نلاحظ أن الشباب مصرون على ابتداع أساليب جديدة لرفع صوتهم وإيصال مطلبهم الوحيد المتمثل بأن الشعب يريد إنهاء الانقسام لكل من يهمه الامر ، وهم مازالوا رغم ما يتعرضون له من قهر وقمع يرفعون ذات الشعار الوحدوي تعبيرا عن صدقهم ونضجهم السياسي لا يابهمن بكل محاولة لإلصاق تحركاتهم النبيلة هذه بهذه الجهة أوتلك فهم اكبر واسمى من تلك الادعاءات الملفسة التي يروجها البعض ويدرك اصحابها قبل غيرهم أنها أصبحت مكشوفة لكل ذي بصر وبصيرة أنها محاولات بائسة للهروب من الاستماع لصوت الشعب وضميره الذي ينشد بكل صدق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة . إن الحقيقة التي يدركها الجميع تقول بما لايدع أي مجال للشك أن الشباب والشعب تحركوا بملئ ارداتهم وقرعوا جدران الخزان بعد أن سئموا المراهنة على الوعود التي تطلقها جهات الانقسام وتدعي أنها مه إنهائه . صوت الشباب هؤلاء وصل للأخ إسماعيل هنيه الذي دعا الرئيس أبو مازن لاجتماع في أي مكان للاتفاق على أنهاء الانقسام ،وقد جاء رد الرئيس سريعا بأنه مستعد للحضور إلي غزة فورا لانجاز ذلك . هذه الأصوات الايجابية من الاخوين أبو العبد وابو مازن أرعبت الاحتلال وآخرين كما يبدو فتسابقوا كل من منطلقاته يضع العراقيل والعقبات للحئول دون إتمام ذلك مما يتطلب تحركا وطنيا مخلصا بعيدا عن حسابات الفئوية لإنقاذ المبادرة التي أطلقها الأخوين اللذان وصلهما صوت الشباب والصبايا في اذار. *


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية