وجدنا الحكومة السورية توقف قرارها برفع أسعار الغاز والمازوت (المحروقات) الذي يدخل في تدفئة البيوت في الشتاء..بل إنها خفضت أسعار تلك المحروقات وزادت من دعمها..ووجدنا الحكومة الأردنية تخفض من أسعار العديد من السلع الأساسية رغم أن زيادة الأسعار أو تخفيضها لايأتي بقرار حيث يخضع في جانب كبير منه إلي آليات السوق ونظرية العرض والطلب..أما الحكومة الكويتية فإنها رأت أن الأفضل هو توزيع الفلوس علي المواطنين فأعلنت عن منح كل كويتي مبلغ ثلاثة آلاف دولار (حوالي ثمانية عشر ألف جنيه) مع تقديم السلع مجانا لحائزي البطاقات التموينية..ولم تكن حكومتنا بعيدة عما جري في تونس فكانت قراراتها بإرجاء تنفيذ أية قرارات تتعلق برفع أسعار بعض السلع أو الخدمات.

ماسبق هو عينة مما قررته بعض الحكومات العربية في أول رد فعل لها بعدما جري في تونس..ورأيي أن المواطن العربي ورجل الشارع العادي سيكون - ربما للمرة الأولى - على الأجندة الرئيسية لمؤتمر شرم الشيخ..ربما لم يكن ذلك في حسبان القائمين على إدارة المؤتمر..لكنها البداية ..بداية أن تصغي الحكومات العربية إلي أنات مواطنيها وأن يكون المواطن هو الهاجس الأول أمام تلك الحكومات..ليس وفق المفهوم الأمني لكن وفق المفهوم الحقيقي لدور الحكومات الرئيسي في خدمة مواطنيها.

لايعني ماجري في تونس أنه قابل للتكرار في بقية دول المنطقة فلكل دولة ظروفها الاقتصادية والاجتماعية ومشاكلها الخاصة..لكن من المؤكد أن جميع حكوماتنا كانت بحاجة إلي جرس إنذار قوي لعلها تفيق..لذا كان فزع الحكومة الجزائرية من حرق أحد مواطنيها نفسه..وجري مثل هذا الاهتمام لدي مسئولينا عندما أقدم مواطن مصري علي حرق نفسه أمام بوابة مجلس الشعب فوجدنا اهتمام كافة السلطات المختصة مع التوصية بمحاسبة المسئول الذي تسبب في دفع المواطن إلي حرق نفسه .. المفارقة أنه منذ أشهر بسيطة أقدم سائق (توك توك) سكندري على حرق نفسه بسبب تعنت أحد رجال المرور معه..ورغم ذلك لم نجد اهتماما بما جري لأنه وقت وقوع هذا الحادث لم يكن الأشقاء في تونس قد فعلوا فعلتهم العظيمة.

عندما احترق المسئولون في تونس نفخت بقية الحكومات العربية في الزبادي.


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية